الناجونَ .. ماذا فعلوا ؟! الجزء الأول
الحياة كالبحر الثائر، يعُجُّ بكثيرٍ من الأمواج المتلاطمة من الصعاب والنوائب، والناجون -الناجون فقط - هم من لم يستسلموا وواجهوا بشجاعةٍ الموجَ العالي، تارةً بالعمل والمجاهدة، وتارةً أخرى بالصبر والانتظار حتى يأتي الوقت المناسب والفُرَص المناسبة. لقد فعل الناجون كلَّ ما لم يستطع الغرقى فعله .. فنجوا بحياتهم وظفروا بأهدافهم .. مما أوصلهم بنجاحٍ وسلام لبر الأمان.
"ليس العجبُ ممن عطب كيف عطب، ولكن العجب ممن نجا كيف نجا!"
الناجون .. ماذا فعلوا ؟!
فشلوا مرارًا ثم عاودوا القيام
أوتعلمون ماذا فعل الناجون عندما فشلوا؟! المثير للإعجاب أن إخفاقاتهم السابقة لم تنل مطلقًا من نفوسهم القوية وهممهم العالية، بل ودفعتهم للعمل أكثر والتعلم أكثر واتباع طرقٍ أفضل للوصول لأهدافهم. لقد كانوا واثقين في أنفسهم؛ مدركين أنّ ما حدث لهم ليس فشلاً لشخصهم، بل هو فقط "نتيجة فاشلة"؛ وأن لديهم الكثير من مقومات النجاح التي تمكّنهم من تحقيق النتائج الناجحة، والبدء من جديد عبر تبني أفكارٍ أكثر ابتكارًا واستراتيجيات أفضل. قال: هنري فورد ذات مرة: "الفشل فرصة للبدء من جديد، بذكاء أكبر".
لقد أدرك الناجون أنهم ليقوموا من كل كبوة يقعون فيها؛ يجب عليهم أن يتعلموا درسهم الأول جيدًا وهو أن أزمات ومصاعب الحياة "حتمية" ومهما فعلوا فلا مفر منها ولا مهرب، وتكمن نجاتهم الفعلية ليس فى الانتصار على هذه القوى التي تضرب بقوة، بل في التحمل والصبر والعمل الجاد، على الرغم من استمرار وقوعهم تحت سطوة هذه القوى. مع دوام الرضا بالقضاء حتى يأتي فرج الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله تجده أمامك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا».
فإذا فشل الناجون فإنهم ببساطة يعاودون القيام من جديد .. فيقومون بحشد قواهم كلها ويفعلون الآتي:
- يكتبون أهدافًا جديدة ومحددة، وتكون لها استراتيجية واضحة لتحقيقها، مع ربطها بجدول زمني لإنهائها. ويجزِّءون مهامهم لمهامٍ صغيرةٍ، ويمشون بخطواتٍ صغيرة في إنجاز أهدافهم وبوتيرة ثابتة ومستمرة.
- لا يركزون على الفشل والأخطاء، كما يتجنبون تكرار الطرق الخاطئة التى اتبعوها سابقًا .. ويركزون بدلاً من ذلك على كيفية النجاح باتباع طرقٍ جديدة توصلهم لما يريدون بفعالية ويسر.
- يبتعدون عن محيطهم المُحبِط؛ كذلك يبتعدون عن كل الأشخاص المحبِطين لهم ولجهودهم. وينشئون بدلاً من ذلك محيطًا أفضل؛ ودائرة علاقات جيدة مع أشخاص يدعمونهم ويشدون من أزرهم.
- وهم يثقون في أنفسهم رغم الاخفاقات، وحديثهم الداخلي دائمًا ما يدعمهم ويكون فى صالحهم؛ فيرددون في أنفسهم باستمرار: "في استطاعتي النجاح"، كما لا يوجد فى قاموسهم كلمة (لن أستطيع).
- يحتفلون دائمًا بتقدمهم مهما كان صغيرًا، ممّا يشعرهم بمتعة الإنجاز ويدفعهم لبذل المزيد حتى الوصول لأهدافهم.
- يختارون الأمل والتفاؤل ويعملون بعقلية إيجابية، وبدلاً من أن يتذكروا أخطاءهم كلَّ حين؛ يُصغِّرون من حجمها ويسامحون أنفسهم.
- كما أنهم يركِّزون بتأهب على اقتناص الفُرص التي أمامهم؛ أو الفُرص التي يمكنهم صناعتها، والتى يتسنى لهم من خلالها الصعود للسطح والنجاة.
"قمةُ المجد ليست في عدم الإخفاق أو الفشل، بل في القيام بعد كل عثرة"
جميع الحقوق محفوظة لموقع د. أماني سعد - amanysaad.com 2008-2021 ©
بحب مقالاتك جدا يا دكتورة بقرأ مقالاتك دوما أول ما أكون فاضية