دروسٌ مِن الحياةِ "4-4" بقلم: أماني سعد
والآن نُنهي معكم سلسلة "دروس من الحياة"، نرجو أن تكونوا قد استفدتم منها ولو شيئًا واحدًا .. أثَّر في حياتكم بشكلٍ بنَّاءٍ وإيجابيّ، فهذا سيكفيني لأشعر بأني صنعتُ فرقًا في حياتكم. وأختم هذه الدروس بعدة دروسٍ أخيرة أرجو أن يكون ختامُها مسك بإذن الله.
الدرس الثامن عشر: علمتنى الحياة أن هناك نوعين من الناس، نوع صادق النصيحة يضع يدك على أخطائك لتصحيحها وذلك ليرشدك لطريق الصواب، وأسميهم (الداعمين أو المساندين)، وهؤلاء يدفعونك للنمو والتطور والإنجاز بفضل إرشادهم لك، ونوع آخر من الناس منتقدٌ وغير أمين، ينتقدك كثيرًا ليضعف ثقتك في نفسك ويُشكك في اختياراتك، ويُخوفك من التقدم في أى شيء، وأسميهم (المنتقدين أو المحقرين للآخرين)، وهؤلاء يتلذذون بفشلك ويعوضون بانتقادهم لك عن نقصٍ بداخلهم من رؤيتهم نجاحك.
أما النوع الأول فهو نوعٌ مطلوبٌ في حياتك ليساعدك على المُضِىّ قُدُمًا وتحقيق نجاحاتك، وأما النوع الثانى فتستطيع القضاء على تأثيره بلصق صفة "التفاهة" به و"محدودية الفكر"، كما عليك أن تنقل هذا الشخص (المنتقِد أو المحقِر) من دائرة المهمين بالنسبة لك إلى دائرة المبعَدين وغير المرغوب في حديثهم أو لقائهم، حتى تلغى تأثيرهم عليك .. انهَهم عن انتقادك أو ابتعد عنهم ما استطعت.
الدرس التاسع عشر: علمتنى الحياة أن لا أُضيع وقتى فيما لا يفيد، فالوقت ثابت ومحدود ولا نستطيع إيقافه أو زيادته مهما حاولنا، فاليوم 24 ساعة والعقارب تدور ولا تتوقف، كذلك من المستحيل أن ترجع للوراء ولو لثانية واحدة، فإذا أنجزنا جعلنا للوقت قيمةً ومعنى؛ وإذا لم ننجز ذهب الوقت هدراً وضاع بلا رجعة، ولضمان عدم هدر الوقت؛ علينا أن نجعل لأنفسنا قائمة ندوّن فيها جميع مهام اليوم ونراقب إنجازنا لهذه المهام، ولا نبالغ في وضع هذه القائمة حتى لا نُحبَط من عدم إنجاز مهامنا؛ كذلك لا نضع مهامًا بسيطة لا تحقق أهدافنا على المدى الطويل.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيءٍ ندمي على يوم غربُت شمسه, ونقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"، ويروى عن الحسن البصري قوله: "ما من يوم ينشق فجرُه إلا نادى منادٍ مِن قِبَل الحق: يا ابن آدم, أنا خلق جديد, وعلى عملك شهيد, فتزوَّد مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
وفي القرآن الكريم سورة المؤمنون الآيات "99-100" يُظهر الله تعالى ندم الغافلين على ضياع الوقت حيث لا ينفع الندم .. فيقول تعالى : "حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ أرجعوني لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" صدق الله العظيم.
الدرس العشرون: علمتنى الحياة أنه لتكون أكثر حظًا من الآخرين عليك أن تعمل بجد أكثر من الآخرين ولكن في الاتجاه الصحيح؛ فالحياة تمنح لمن يريد الحياة ولمن يعمل ليستحقها، فهل يستوى عطاء الله لشخصٍ سهرَ الليالى وعمل وقدم الكثير من الوقت والجهد والتضحيات ليحظى بتحقيق أحلامه، وشخص آخر فضّل النوم والكسل والعمل بنصف دوام ليلهو ويرتاح باقى يومه؟!.
فكما تزرع تحصد .. ولا تقل لي عملت ولم أجد حصاد عملي وكدي! فقد تكون عملتَ بالاتجاه غير الصحيح! وجاهدتَ طوال سنوات باتباعك طريقًا خاطئًا .. وبالرغم من جهادك إلا أنك لم تنتبه لشيءٍ غايةٍ في الأهمية .. هو أنك تمشى في هذا الطريق الخاطئ ومهما عملتَ ومهما قدمتَ من تضحياتٍ لن تصل لهدفك .. فالطريق الذى تمشى فيه لا يوصل لوجهتك، لذا ببساطة اتبع الطريق الصحيح وجاهد في الاتجاه الصحيح لأحلامك.. لتكن أكثر حظًّا في الحياة.
فكيف أحدد الاتجاه الصحيح؟ .. حدده بمعرفتك الصحيحة لما عندك ويريده الناس؛ سواء كان ذلك مال أو خبرة أو موهبة أو مهارات وقدرات معينة، فليس منا أحد ما لا يملك إحدى هذه الأشياء؛ وابدأ انطلاقتك على بركة الله.
الدرس الواحد والعشرين: علمتنى الحياة أن أقضى أولاً بأول على "مستنزِفات الطاقة"، فما هى "مستنزفات الطاقة"؟.. هناك الكثير من المستنزِفات لطاقتك كعلاقة اجتماعية غير مرضية كزوج أو كصديقة؛ أو أمور غير منجزة ببيئتك المحيطة في المنزل أو العمل؛ كمثال: جهاز كمبيوتر معطل يعيق بحثك ودراستك؛ غرفة مليئة بالكراكيب والأشياء المبعثرة في كل مكان وهو ما يستنزف طاقتك ويجعلك غير راغب في القيام بأى عمل؛ كذلك قد تكون مستنزِفات الطاقة في شكل بسيط كزر مقطوع في قميصك، ويحتاج لخياطته، أو لمبة إضاءة منخفضة تحتاج استبدالها بلمبة أخرى ذات فولت أعلى .. وهكذا.. لذا عليك أن تدوّن كل مستنزفات الطاقة والتى تحيد بك عن تحقيق أهدافك ومهامك؛ وتقضى عليها بسرعة لتحقق التقدم والنجاح في حياتك. يقول كليمنت ستون: (حلل حياتك وفقاً لهيئتها، فهل ما يحيط بك يدفعك قُدُمًا نحو النجاح أو يعوقُك عن تحقيقه؟).
"الديون أسوأ أنواع الفقر" توماس فوللر
الدرس الثالث والعشرين: علمتنى الحياة أن التفاؤل من سمات الشخصية الناجحة والتى تأخذ من الحياة على قدر ما تريد، أما التشاؤم فهو من صفات الشخصية الفاشلة والمتذبذبه؛ وانه لكى تكون ناجحًا عليك أن تكون متفائلاً؛ فالتشاؤم يفوِّت عليك كل فرص النجاح .. ومن الحمق أن تفعل ما يقوض نجاحك وتقدمك في الحياة.
يقول إدوارد ستيشن:
(هناك متفائل واحد فقط. ولقد كان موجودًا منذ وطأ الإنسان الأرض، وهذا المتفائل هو "الإنسان" نفسه، إذا لم يكن لدينا هذا التفاؤل الرائع الذى يحملنا على تحقيق كل منجزاتنا ، لما كنا هنا حتى الآن. لقد استطعنا البقاء بسبب تفاؤلنا).
تمت بحمد الله تعالى..
أرجو أن تكون (دروس من الحياة) تركت أثرًا طيبًا في حياتك.
أماني سعد - كاتبة فى فنون إدارة الحياة
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى سعد، لا يمكن نسخ أو نشر هذا المقال فى مواقع أخرى إلا بإذن كتابي من الكاتبة، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسائلة القانونية، والتعويض عن الأضرار.
مراجعة لغوية أستاذ: محمد السخاوي
الكاتب: أماني سعد AmanySaad.com
جميع الحقوق محفوظة لموقع د. أماني سعد - amanysaad.com 2008-2021 ©
مجرد صداقة لا غير. .................. مرحبا بكِ لطيفة صديقة عزيزة ... نتشرف بكِ.
بصراحة رووووعة لم اقرأ أفضل من هذه المقالة في حياتي كلها. إلى الأمام دوما
شكرا للمتألقه د أماني محمد. .................. رد: شكراً لتعليقك الرقيق أخي أحمد. تحياتي
الف شكر
لااعرف كيف ابدأ..لكني اتمنى ان اكون صادقة فيما اقول ..مقالاتك رائعة وتعطينا الامل بأن نعيد النظر في كل ما تعودنا عليه ونثابر في تغيير انفسنا. كنت اتمنى ان اقرا مقالاتك من قبل لكن الحمد لله.جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك. .............. رد: الشكر لله كما يليق بجلاله لأنه قدرني على تحقيق نيتى وهدفي بإن أساهم ولو بجزء بسيط فى تغيير حياة الناس للأفضل والأحسن. وشكراً لكِ أختى ود لكلماتك الرقيقة والعذبة بارك الله فيكِ. دمتى بخير وفى أحسن حال. تحياتي