مقالات فى فنون إدارة الحياةمقالات حل المشكلات › للسيدات: كيف أبدأ حياتي من جديد . بعد الطلاق؟ الحلقة الرابعة

للسيدات: كيف أبدأ حياتي من جديد . بعد الطلاق؟ الحلقة الرابعة
سلسلة كيف أبدأ حياتي من جديد .. بعد الطلاق؟

للسيدات! كيف أبدأ حياتي من جديد ... بعد الطلاق؟ الحلقة الثالثة (العودة للحياة)

سيتي الجميلة.. اسمحي لي أن لا نتحدث عن القديم وأن ننظر للأمام؛ فإذا كان لابد من نظرة للخلف حتى نتعلم من الأخطاء؛ فلننظر نظرة خاطفة وسريعة؛ لكن لا نطيل النظر؛ فالملتفت من الصعوبة أن يصل لبر الأمان سريعًا. أُقدّر معاناتك المرهِقة للخروج من علاقة متأزمة؛ لكن المعاناة الأشد قد تحدث إذا لم تنجحي فى ترك الماضي خلفك وتلقيه فى مهملات الذاكرة.

أعلم أن الأفكار السلبية تطاردك والأصوات الداخلية تلومك وتهاجمك، لكن أرجوكِ لا تسمحي لهم أن يُضيعوا بدايتك الجديدة؛ لقد صبرتِ كثيرًا وهذا وقتُ حصاد ثمار صبرك؛ لذا من اللحظة عندما يحدثك صوتك الداخلي أو "ناقدك الداخلي" ازجريه بشدة وفنّدي كل ما يهاجمك به ويلومك فيه وأقلبي الطاولة عليه بحزم وبدون تردد.

سيقول لكِ: لقد تسرعتِ؛ فقولي له: لقد تأخرتُ كثيرًا فى طلاقي وأضعتُ أحلى أيام عمري وشبابي؛ وخسرتُ الكثير من راحةِ نفسي وسلامها؛ وفقدت الإحساس بأنوثتي. ومن أجل ماذا؛ الشريك الخطأ؛ والحياة الصعبة التى لا تُحتمل!

وقد يقول لكِ: ظروفك المادية مذرية "من أين ستنفقين على نفسك وأولادك؟" فقولي له: قال ربي وقوله الحق: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) سورة النساء آية "130"؛ لذا سأبحث عن مصدرٍ للرزق وبفضل الله سأجدُ الكثير من المصادر؛ فزوجي السابق لم يكن الرزاق بل كان أكّال مثلي؛ فذهب الأكّال والرزاق باقٍ.

وقد يصرخ فيكِ: أنتِ المخطئة كان يمكن أن تصبري وتتحملي أكثر، أيعجبك نظرة الناس إليك ولقب "مطلقة"؟ فقولي له: هذا الكلام الخائب الذى أجبَرنا به المجتمع الجاهلي على تحمل علاقة مؤذية وسامة اضرتنا لسنين طويلة؛ كفانا هراءً وخضوعًا وضعةً وكأننا جواري فى بلاط الملك ولسنا زوجات "ملكات فى بيوتنا" حرات ومُقَدّرات. وما فائدة لقب "زوجة" دون امتيازاتٍ تُمنح وحقوقٍ تؤدَّى ومشاركة حقيقية وحضورٍ مؤثر ومؤانسةٍ جميلةٍ ومودة!

اصمتْ تمامًا أيها الصوت النّكِد "توقف"

نعم ... اصمتْ تمامًا

لي شخصية جميلة بداخلي دفنوها بوحشية وهى حية

وأنا أنوي إنقاذَها لتعود وتتنفس الحياة من جديد


فكيف نجعلها تتنفس مجددًا وتعاود الحياة؟

1-احزني والأفضل أن لا تطيلي ...

نعم حبيبتي احزني؛ خذي وقتك في الحزن والأفضل أن لا تطيلي؛ لملمي أحزانك في أقصر وقت ممكن حتى لا تدخلي فى دوامة طويلة من الحزن والاكتئاب لا تستطيعين الخروج منها؛ تحدثي مع إحدى صديقاتك الموثوقات أو أحد من أهلك الراشدين؛ ويُفضّل الطبيب المؤهَل أو المعالج الموثوق؛ ونفسّي معهم عن مكنونات مشاعرك تجاه هذا الأمر؛ قولي لهم ما تشعرين به وتكلمي عن كل مخاوفك بحرية؛ وبوحي أيضًا بالأسرار الدفينة التي أخفيتِها فى علاقتك مع شريكك ولا تُخفي شيئًا وتخطي مشاعر الإحراج والخجل والعار بكل شجاعة؛ نعم لا تخشي على تشويه صورتك أو فقد تعاطف الآخرين إذا بُحتِ بهذه الأسرار.

فرّغي آلامَك؛ واقبلي نفسك دون قيدٍ أو شرط؛ واصفحي عن ذاتك وسامحيها ذلك لتستطيعي الشفاء التام والتعافي وقلب هذه الصفحة فى حياتك للأبد ودون ذيول ألم وندم تجريها خلفك إثر هذه العلاقة المرهقة.

كما أنصحك بضرورة الكتابة؛ نعم اكتبي كل يوم وفرغي مشاعرك كلها على ورقة؛ اصرخي فى أوراقك بكل مكنونات نفسك دون ضابط فى الكلام ودون التقيد بلغة حوار لائقة؛ عبري كما شئتِ اغضبي وانتقدي كلَّ فعلٍ مخجل أو موقفٍ مخزٍ أو كلامٍ جارح آذاكِ به شريكك السابق يومًا؛ وأفصحي عن أخطائك في العلاقة وما سببته لكِ من إيذاءٍ لنفسك أو لغيرك في رسائل لذاتك؛ لتدركي كيف كان الوضع فى السابق ومن أين أتينا حتى لا يستطيع زوجك السابق التلاعب بمشاعرك مجددًا بوهم الأوقات الطيبة و"اللحظات السعيدة التى كانت تجمعنا"؛ وتضعفين وتنسين أشد الأوقات فى حياتك معاناة؛ والألام التى تجرعتِها؛ والجراح الموجعة التي أدمت قلبك لسنين طويلة. فتعودين فورًا من أحلامك الزائفة إلى الواقع وفى جيبك أو حقيبتك هذه الورقات؛ التى تذكّرك دائمًا بخسائرك وتحذرك من الوقوع ثانية في شراك هذه العلاقة المرهقة وغير الصحية.

ثم بعدما ترتاحي وتشعري بالهدوء والسلام لا تنتظري حتى تقعي في حفرة الحزن ذاتها من جديد؛ بل قومي وابدئي خطواتك السريعة نحو بناءٍ أفضل لحياتك ومستقبلك ومستقبل أولادك. قد ينصحك البعض حولك بالتأني وأخذ وقتك في الحزن؛ لكن علماء النفس ينصحونك بالمضى قدمًا بل ويفضلون أن تقومي بخطواتٍ بناءةٍ في حياتك والانشغال بالمفيد وملاحقة أحلامك وأمنيات قلبك؛ وذلك حتى لا تشغلك النفس فيما لا يفيد من الألم واجترار الأحزان مرارًا. نعم احزني والأفضل أن لا تطيلي فهذه هى المعادلة الصحيحة لبدايةٍ واعدة.

2-فعِّلي إرادتك والأفضل مع الدعم الخارجي ...

فعلي إرادتك لتمري من هذا الموقف بسلام؛ لكن الأفضل أن تساعدي نفسك بدائرة دعم أو بشخص قريب ومتعاطف ومخلص من الأهل أو الأصدقاء ليسمعك ويشد من أزرك عندما تضعفين؛ حتى لا تخرجي من الألم ثم تعاودي الألم؛ وتخرجي من الحزن وتعاودي الحزن؛ فيكون تيار مشاعرك كالدائرة المتصلة من الصعب الخروج منها وقطعها في نقطة ما.

استعيني كذلك "بحقيبة الدعم" والتي قد تحتوي رسائل قصيرة لنفسك؛ مقولاتٍ مشجعة ومحفزة؛ آية من القرآن الكريم تقويكِ وتلهمك؛ كلمات مقتبسة من كتابك المفضل؛ صورة لما تريدين؛ قائمة مختصرة لخسائرك تذكرك دومًا بأنكِ فائزة؛ صورة لكِ مبتسمة بعد انتهاء العلاقة وشعورك لأول مرة بالحرية والحياة.

فأرجوكي من اليوم لا تعتمدي فحسب على إرادتك؛ فاللجوء لدائرة دعم خارجي قوية من الأهل أو الأصدقاء أو كلاهما؛ مع "حقيبة الدعم" من شأنه أن يساعدك على التعافي السريع ومواصلة حياتك بنجاح؛ واعلمي أن الدعم الإلهي هو الدعم الأكبر؛ لذا الجئي إلى الله تعالى في كل وقت بالدعاء وبقراءة القرءان الكريم واستمعي لما يحدثك به تعالى وما يوجهه إليك من كلام؛ مما سيجعل الدعم حاضرًا لكِ على الدوام.

3-استمتعي بوقتك والأفضل الاستمتاع مع الاستثمار ...

دعي الوقت يمر فبمروره يتلاشى الألم؛ نعم المسألة مسألة وقت فحسب وتنسين وتتعودين حياتك الجديدة؛ ولكن اشغلي وقتك ليس بالقيل والقال عمَّا مضى وانتهى؛ ولا بالانشغال فى الترفيه الزائد وما لا يفيد؛ بل بالاستمتاع الجيد بالوقت والاستثمار فيه.

جوليان لينون ...‏ موسيقي وملحن وشاعر وممثل بريطاني

"لقد ادركتُ أن الكراهية تضيع الكثير من الوقت والطاقة، وأنا أُفضل أن أُوجه هذه الطاقة للخير والعمل الايجابي."

فربما حان الوقت الآن لتعاودي اكتشاف جمال الحياة وروعتها استمتعي بوقتك، اذهبي إلي النادي ومارسي الأنشطة التي ترغبينها خاصة الأنشطة التى تزيد لياقتك وتعيد بناء جسمك على نحوٍ أفضل؛ التقي مع صديقاتك فى أحد الأماكن الترفيهية؛ أو اخترنَ يومًا للقاء فى أحد بيوتكن؛ وتشاركي معهن في حل مشكلاتك وخذي مشورتهن واحظى بدعمهن وبفرصةٍ رائعةٍ لتقويةِ علاقاتكن من جديد.

كما يمكنك أن تعملي في مكان يوفر لكِ الأمان المادي وتحقيق الذات مع الترفيه كمثال: العمل في القرى السياحية أو الفنادق أو العمل فى المنتجعات الصحية أو في مستشفيات لها رسالة لخدمة الناس والمجتمع؛ أما إذا كنتِ تحبين الإثارة في حياتك ومشاعر الفوز وتحقيق الإنجازات فانخرطي فى مشروعاتٍ جديدة تجاريةٍ أو خدمية أو إنسانية وحققي المزيد من الكسب المادي والرفاهية المعيشية والمزيد من تحقيق الذات وتحسين جودة الحياة بالنسبة لكِ ولأسرتك.

4-املئي فراغك العاطفي والأفضل مِلؤه بشكلٍ صحيح ...

املئي فراغك بشكل صحيح عبر هذه الطرائق الرائعة وهي: (معرفة الله بعمق – أن يكون لكِ رسالة في الحياة – تبني الأفكار المستنيرة والمعتقدات الناجحة). فالفراغ العاطفي يوقعك في الهزيمة النفسية والرضا بأي شيء يسد هذا الفراغ؛ فإذا عرفتِ الله بشكلٍ أعمق لا سطحي ولجئتي إليه سد هذا الفراغ بعلاقتك القويه معه سبحانه؛ والأنس بتواجده المستمر في حياتك.

كما أن وجود رسالةٍ عليا فى حياتك كمثال: "مساعدة الفقراء والمحتاجين" أو "تحصيل العلم ونشره لخدمة المجتمع والناس" ستملأ هذا الفراغ ولن تشعري بهذا الاحتياج الجائع من جديد.

وبكل تأكيد تغيير أفكارك ومعتقداتك القديمة والسلبية والتحول لمعتقداتٍ وأفكار جديدة مستنيرة وإيجابية من شأنه أن لا يشعرك بهذا الفراغ أبدًا؛ اشتركي في دورات التغيير الإيجابي أو استمعي لقنواتٍ وسطية ومستنيرة تساعدك على تغيير أفكارك ومعتقداتك المرهقة لأخرى تدعمك وتعينك على النجاح والتقدم؛ أو اقرئي كتبًا في التغيير الإيجابي وصناعة العادات الجديدة والناجحة. ومن هذه القنوات "قناة علي وكتاب" على اليوتيوب كما أوصيكي بمتابعة موقعي كذلك www.amanysaad.com فأنا أغذيه دومًا بالمقالات الدافعة والمعلومات القيمة وبحلولٍ لأكثر المشاكل صعوبة في حياتنا.

5-انسي الماضي والأفضل التركيز على الحاضر والمستقبل ...

أدركي أنه لا يستحقك فلو أدركتِ ذلك ستتركين الماضي في كهف النسيان بعقلك؛ وستشرعين فورًا في التركيز على الحاضر والمستقبل. وأعلمي أن الطلاق جاء نجدةً لك من السماء لينقذك من ماضٍ آلمك كثيرًا؛ فاشكري الله على هذه النعمة وامتني لها؛ ولماذا تأخرت هذه النعمة؟ أكيد لحكمةٍ يعلمها الله تعالى؛ فلربما لم تكوني مستعدة من قبل للقيام بهذه الخطوة؛ ولربما كان أولادك صغارًا ومن الصعب عليك تربيتهم وحدك دون أب؛ أو لربما لم تكوني قادرة على مواجهة التحديات فى ذلك الحين فكانت حكمة الله أن يصبرك حتى تكتسبي هذه القدرة.

ولِتنسى الماضي أقطعي كل حبال التواصل (اخفي ألبومات صوره ورسائله فى مكان صعب الوصول إليه؛ امحي صوره من على هاتفك المحمول؛ لا تتلصصي على حساباته على المواقع؛ لا تطالعي الرسائل التى يرسلها لكِ؛ لا تذهبي لنفس الأماكن التى جمعتكم من قبل؛ لا تتبعي أخباره؛ ولا تجريه لتتبع حساباتك على الإنترنت عبر المنشورات التي تشير إليه بشكل مستتر؛ اغلقي كل الملفات المشتركة بينكما من حسابات بنكية وأعمال ومشاريع تجارية أو غير تجارية وابتعدي عن الأصدقاء المشتركين؛ ولا تعطِه فرصة للاستماع لكلامه وتصدقي وعوده الخادعة ثانية) فأنتِ لستِ بانتظار أحد ولستِ متاحة فى كل وقت؛ نعم أنتِ لست لعبة أحد.

فلا شفاء حقيقيًا قد تجدينه وأنتِ لا زلتِ تحتفظين بجرعاتِ مخدر أخرى في حقيبتك؛ اقطعي بحسم أدمانك وأرمي جميع المخدرات ولا تعودي تستنشقي منها جرعاتٍ ضئيلة تعيديك للإدمان مجددًا. ضيعتِ عمرًا كثيرًا بلا طائل فأرجوكِ ابدئي حياتك الجديدة فورًا.

أماني سعد .. كتاب بداية جديدة

"وكيف يحبك من يُبكيك ... لقسوة لقائه! وفري دموعك لحبيب تبكى ... لوعةَ فراقه".

والأفضل تخطي مرحلة الماضي سريعًا لتدارك الحاضر والمستقبل؛ فكيف نفعل ذلك:

  • كتابة خطة لحياتك متضمنة رسالتك في الحياة وأهدافك

نعم اكتبي خطة لحياتك وقريباً فى الموقع www.amanysaad.com ستجدين مقالاً يشرح لكِ كيف تخططين لحياتك أو استعيني ببعض الكتب في هذا الموضوع؛ هذه الخطة تحددين فيها رسالتك في الحياة وما تسعين لتحقيقه من ممارستك لحياتك كما تتضمن أهدافك المكتوبة في كافة مناحي حياتك (المهنية والأسرية والدينية والمالية ...الخ)؛ حددي على الأقل خمسة أهداف في السنة تسعين خلفها في هذه المناحي؛ واربطيها بجدولٍ زمني لسرعة إنجازها؛ وحددي عدد المهام التي تحتاجين لفعلها؛ وابدئي في تنفيذها على الفور لتحقيق هذه الأهداف.

  • غربلة علاقاتك الحالية وتعميق علاقاتك الشخصية

ولتعميق علاقاتك لابد أن لا تخافي من الناس ولا تثقي أيضًا إلا فيمن هم جديرون بثقتك؛ اقتربي من الناس ولكن بعد دراستهم والتعرف الحقيقي عليهم واستعيني بالله وأطلبي منه سبحانه في دعائك أن يُبعد المنافقين عنكِ ويظهر حقيقتهم لكِ؛ ستعينك قراءة سورة الكهف كل جمعة على إظهار حقيقة هؤلاء الناس لكِ وسيتساقطون الواحد تلو الآخر.

  • تعدد المشاريع والانفتاح على الحياة

ومن اللحظة عددي مشاريعك؛ فلا تكتفي بانتظار زوجٍ آخر أو السعي لذلك؛ بل عددي مشاريعك لمشروع النجاح المهني أو النجاح الدراسي؛ ومشروع خدمة الناس والمجتمع؛ ومشروع دعم أولادك لتحقيق أحلامهم وأهدافهم وتحسين علاقتك بهم؛ ومشروع تحسين سماتك الشخصية وهيئتك؛ ومشروع اكتساب صداقات جديدة مرضية وعميقة ... الخ.

6-اكتشفي شخصيتك والأفضل بناء شخصية جديدة ساحرة ...

أخبريني من أنتِ؟! من تكونين أيتها السيدة الجميلة! هل ذهبتِ يومًا في رحلة قصيرة لإكتشاف جوانب نفسك وسماتك الشخصية وقدراتك الذاتية؟ أو هل تأملتِ ساعة في ذاتك وركزتِ على التعرف على هذه المرأة التى تسكن جسدك منذ سنينَ طويلة! فماهى إمكانياتها الشخصية؛ قدراتها وحوافزها التى تتعامل بها تلقائيًّا؟ ما الذي تهتم به؟ وما هي القيم التى تبني عليها قراراتها؛ وما هي انطباعتها عن الأشياء والأشخاص حولها؛ هل هي سلبية أم إيجابية أم متعادلة؛ وما تأثيرها عليها؟ وما هى سلوكياتها مع الآخرين وكيف تتصرف؛ أتتعامل معهم بلطف أم بفظاظة أم باعتدال؛ وما تأثير ذلك على علاقاتها؟

نعم سيدتي الرقيقة تعرفي على ذاتك جيدًا! والأفضل أن تشرعي فورًا في بناء شخصيةٍ جديدةٍ تُقدرينها وتحترمينها وتعطينها حقوقها في الحياة كاملةً كما تحب هي لا كما يريد منها الآخرون.

ضاع منكِ ما يكفي حتى الآن لذا ابدئي فورًا في التحرك وبناء شخصية جديدة وساحرة؛ ولتفعلي ذلك أسسي نفسكِ دينيًّا أولاً وذلك سيساعدك على التخلق بالأخلاق الحسنة والراقية؛ وذلك عبر دورات متخصصة في التثقيف الديني ستجدين الكثير منها على المواقع التعليمية على الإنترنت؛ أو عبر الكتب الدينية المتخصصة للشيوخ الثقات.

واعملي كذلك على تحسين مهاراتك وقدراتك الشخصية عبر دورات تعليمية لاكتساب مهاراتٍ جديدة أو لتطوير مهاراتٍ موجودة أو لاكتساب خبرة معينة أو احتراف حرفة معينة؛ كما أن محاضرات تنمية الذات والتى تعلم كيفية بناء مهارات وعادات النجاح مهمة أيضًا؛ لكن ركزي على الدورات التى تزيد مهاراتك وقدراتك بشكلٍ أساسي؛ فهذا أكثر ما تحتاجيه اللحظة لتؤمني مستقبلك ومستقبل أولادك؛ واجعلي عادة القراءة والتثقُّف عادة لصيقة بشخصيتك؛ في البداية اقرئى كتبًا فى مجالك للتطوير المهني أو في مجال الأعمال لتحسين أعمالك وتجارتك؛ ثم اقرئي كتبًا في كيفية تنمية الشخصية وتنمية مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين؛ طوّري فكرك وشخصيتك باستمرار وسافري واختبري أماكن جديدة وثقافاتٍ متنوعة وتعرفي على شخصياتٍ مميزة فكريًّا ومثقفة؛ رحبي بالفرص ودرِّبي نفسك على المرونة ورباطة الجأش؛ كوني مبادِرة وتعلمي دومًا ما ينفعك ويدفعك للأمام في عملك أو في علاقاتك.

الحياة كبيرة جدًا وتسع تمددك وتحقيقك لذاتك؛ فتتمدي بحرية واشعري بجمال وروعة تحقيق الذات. لكن تعودي مراقبة نفسك واجعلى هناك وقفاتٍ كل فترة معها لمراجعتها فيما تعمل وصححي مسارها وأعطيها خريطة طريق لا تتعداها. تعودي تربيتها كطفلك وقوميها كل حين لتصبح جديرة بالاحترام والتقدير منكِ شخصيًّا قبل أي أحد.

7-ابني علاقات جديدة والأفضل بناء علاقاتٍ جديدة وصحية ...

ابنى علاقاتٍ جديدةً لكن لا تقبلي بعد اليوم إلا العلاقات الجديدة والصحية وهي تلك العلاقات المبنية على المودة والتآلف والشراكة والتبادلية والندية لا على الاعتماد أو الرغبة فى الحصول على سند.

فالعلاقات الصحية علاقات تكافؤية بين شخصيين ندين متناظرين؛ قائمة على المشاركة لا التابعية أو الاعتمادية. فلقد علمت النساء منذ نعومة أظفارهن أنهن دومًا بحاجة للسند ولن يصمدن دون شريك فى مجتمعٍ ذكوري؛ وبالفعل كلنا نحتاج للسند؛ حتى الرجال يحتاجون للسند والدعم؛ فهذه حاجة بشرية يحتاجها كلا الجنسين على السواء؛ ولكن لماذا ضيَّق المجتمع وضيَّقتم معه حدود هذا السند فى "علاقاتِ الحب والزواج" فقط ؟!

فالسند قد يكون في "صداقة قوية"كصديقة تخاف عليكِ أكثر من أختك وأخيكِ؛ أو فى "جيرة طيبة" كجارة تدعمك وتساعدك متى احتجتِها؛ أو في "زملاء متعاونين"؛ أو في "صلات أرحام شفوقين ومتراحمين": عمٍّ عطوف أوخالٍ شفيق أو ابنةِ خالة ودودة. وقد يكون السند في "عملٍ أو مشروع ناجح ومستقر" يشعرك بالطمأنينة والأمان وتحقيق الذات؛ وقد يكون السند في "مجموعة من الناس"يتشاركون نفس الرسالة؛ كجمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية أو نادٍ؛ وهم يقدمون لك الدعم والمساندة باستمرار في كل ما تسعين لتحقيقه من أهداف.

أرأيتِ أننا ضيَّقنا لسنين واسعًا؛ وأن نِعَمَ الله حولنا ولا ينقصنا إلا فتح أعيننا جيداً لندركها. ولماذا نركز على شريكٍ واحدٍ كوسيلة إشباع وحيدة لتلبية كل احتياجاتنا النفسية؛ وحين تهدم هذا العلاقة لسببٍ أو لآخر نجد أنفسنا بلا سند نعتمد عليه للمُضى قُدُمًا في حياتنا.

يقول دكتور عماد رشاد عثمان في كتابه "أحببت وغدًا": (حين نجعـل الحبيب يحتـل كل المقاعـد كوسيلة إشباع وحيـدة لكل الاحتياجـات النفسيـة فينا! نظن أننا بهذا نقدم له حياتنا دليلاً على عمق الحب داخلنا، ولا ندرى أننا نجعله شفرةً وحيدةً لوجودنا، ونضع كل البيض في سلةٍ واحدة معطوبة، وحين تسقط لا نجد أي مرتكز لنستند عليه."

‏ كتاب تأملات

"بالأمس كان الوقت عدوّي ... يُهلكني بالحزن والألم والرغبة المحمومة في الرحيل، أما اليوم بعد توسيع مداركي وتغيير أفكاري ومعتقداتي تجاه نفسي وتجاه الآخرين، أصبح الوقت صديقي ... الذي يمدني بالفرحة والسلام والرغبة القوية في الاستمتاع بالحياة."







كلمات مفتاحية :

بداية جديدة فى حياتي - بعد الإنفصال - كيفية بدء حياة جديدة بعد ماضي سلبي - الانفصال - بعد طلاقي - للمطلقة - كيف ابدأ صفحة جديدة مع نفسي ؛ كيف يبدأ الإنسان حياته من جديد ؛ البداية من جديد ؛ بداية جديدة فى حياتي ؛ كيف تبدأ حياة جديدة من الصفر ؛ كيف تبدأ حياة جديدة مع الله - كيف ابدأ حياتي بعد الطلاق - كيف ابدأ حياتي من جديد بعد الطلاق - كيف ابدأ حياتي بعد الانفصال - كيف ابدأ حياتي بعد الفراق - كيف أعيش حياتي بعد الانفصال - ماذا تفعلين بعد الطلاق - نصائح للمرأة بعد الطلاق - الحياة بعد الطلاق - المرأة المطلقة - العلاقات المؤذية - كيفية نسيان الزوج بعد الطلاق - العلاقات السامة - مطلقات - الانفصال - بعد الانفصال - الطلاق - كيف أكون قوية بعد الطلاق - قصص نجاح بعد الطلاق - عوض ربنا بعد الطلاق – كيف اتصرف بعد الطلاق - كيف اتعافى بعد الطلاق - كيف أتجاوز صدمة الطلاق ؟ - عوض ربنا بعد الطلاق - كيف أكون قوية بعد الطلاق ؟ - كيف اهتم بنفسي بعد الطلاق ؟ - أشعر بالحزن بعد الطلاق - هل ارتحتي بعد الطلاق - كيف تتخطى اكتئاب ما بعد الطلاق ؟ - قصص نجاح بعد الطلاق - تجارب المطلقات بعد الطلاق - هل ندمتي بعد الطلاق - ماذا أفعل بعد الطلاق ؟ - نفسيتي بعد الطلاق - كيف اتصرف بعد الفراق - كيف اتصرف بعد الانفصال – كيف اتعامل مع طلاقي – كيف اتعامل مع طفلي بعد طلاقي – كيف اتامل مع الطلاق - اطفالى كيف اعاملهم بعد الطلاق– كيف اتجاوز مرحلة الطلاق – كيف اعامل زوجي بعد الطلاق.

التعليقات على للسيدات: كيف أبدأ حياتي من جديد . بعد الطلاق؟ الحلقة الرابعة (1)

نور عبد الرحمنFriday, September 10, 2021

بالفعل عدت للحياة بقرئتى لهذه المقالات الرائعة والتى وجهتنى فى اشياء كثيرة كنت اجهلها تماما . شكرا لكى حبيبتى للمساعدة والدعم الذى تقدميه لى ولغيرى من النساء واتمنى لكى من كل قلبى السعادة والتوفيق.

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
73280

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري