مقالات فى فنون إدارة الحياةمقالات حل المشكلات › هزائمُك القديمة . ليست أنت "1"

هزائمُك القديمة . ليست أنت

هزائمُك القديمة .. ليست أنت "1" بقلم: أماني سعد

هل واجهتَ إخفاقاتٍ وهزائمَ في حياتك؟ .. ومَن منا لم يفعل؟!

هل كلما حاولت فتح بابٍ أُغلق في وجهك؟ .. ومن في هذا العالم لم يُغلَق بابٌ في وجهه؟

هل فشلت يوم كنت تحتاج بشدة لأن تنجح؟ .. أرجوك لا تذكرني .. فلستَ وحدك؟

هزائمُنا القديمة .. ليست ما نحن عليه اليوم، وبالمثل هزائمك القديمة ليست ما أنت عليه اليوم. 

نعم.. هزائمك القديمة ليست أنت.

    تخاف أن تفشل! تقول في نفسك: تراجع .. لن تتحمل هزيمةً أخرى. ولماذا نتوقع السيّئ ونظن ظنونًا واهيةً لا تستند على شيء، اللهم إلا أوهام تصنعها مخيلتنا؟ والظن السيِّئ ما هو إلا الخوف، فالخوف ظنُ حدوث المكروه وفوات المحبوب، وهو ظنٌ نظنه لا يقوم على معرفة أو أسباب تعضده، وقد تقول لى: لديَّ أسبابي .. نعم قد يكون لديك ما كان يعوقك في الماضي ... إلا أن الماضي بكل ما فيه من هزائم وذكريات مؤلمة قد مضى ولن يعود مهما فعلت .. أما الحاضر فهو ما تملكه الآن .. هو ما تصنعه الآن في هذه اللحظة الحاضرة.

قال الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -:

(والناس مِن خوفِ الفقر في فقرٍ ومِن خوفِ الذلِّ في ذُل)

     دعنا الآن نتأمل معًا كلمةَ "ماضي"، ستجد أنه يحمل حدثًا، والحدث مكونٌ من "زمن" و"مكان"، فإذا تأملت أكثر ستجد أن هذا الحدث لم يعد يبقى منه سوى "أطلال" وهو المكان الذي كان فيه الحدث؛ أما الزمن فقد ذهب وانصرم دون عودة .. ولم يعد له من وجود ولا تكرار. فقد تلاشى تمامًا للأبد.

    ونحن لا نستطيع أن نعاود عيشَ الماضي لأنه مُنتهي الزمن، لكننا نستطيع إخراجه من مدفنه وخلق زمنٍ جديد له، وذلك من خلال إعادة استدعائه من الذاكرة، وإحياء ذكراه وكأنه يحدث الآن في الزمن الحاضر، فنوجد له بذلك ذلك الزمن المشوَّه الذي يحييه بعد موته .. زمنا ليس له، فنخلق منه وحشًا لا مجرد ذكرى لحدث من الماضي؛ ممّا يعني أننا نعايش شيئًا مشوهًا لواقعنا، كما في أفلام الزومبي (الموتى الأحياء)، وهى قصةٌ غير منطقية بل ومستحيلة، لكن بالرغم من ذلك نجد معجبين بهذه الأفلام .. والذين يستمتعون برؤيتها وكأنهم يستمتعون باختبار ما يعذبهم ويخيفهم.

    وأنت عندما تعايش هزائمَك القديمة وتُحيي تأثيرها عليك كل يوم فانت توجد لها ذاك -الزمن المشوّه - الذي يجعلك تختبر ثانية ما يعذبك ويخيفك، ويُسيل دماءك بوحشية، فتضرب بذلك كل نجاحاتك في مقتل.

والناس عند استدعاء الذكريات الماضية ينقسمون لفريقين:

الفريق الفائز .. الذي يستدعي ذكريات الماضي بالطريقة الصحيحة:

وهى الطريقة الإيجابية .. من استجابة هادئة متزنة تجاه الذكرى، وردود أفعال معتدلة لا تضخيم فيها ولا مغالاة، وإدراكٌ صحيحٌ بأن ما نستدعيه ذكرى الحدث وليس الحدث ذاته. وهذه الطريقة تتماشى مع قوانين الكون وخط الزمن الطبيعي، وتتوافق مع حكمة الأقدار، وتجعل الإنسان يتعلم من هذه الذكري ما يُطوّر ذاته وما ينميه في حاضره ومستقبله.

 والفريق الخاسر .. الذي يستدعي ذكريات الماضي بالطريقة الخاطئة:

وهى الطريقة السلبية ... من استجابة عاطفية مبالغ فيها لا يحكمها العقل، وردود أفعال انفعالية وغير مدركة أنها تتعامل مع مجرد ذكري لا حدثٌ حاليّ.

وهذه الطريقة هي التي تشوّه مسار خط الزمن فتُنتِج وحوشًا لا ذكريات، معترضةً بذلك على الحكمة من أقدار الله، جاحدةً بالخيرية المطلقة لتدبير الله في كونه.

فمن أنت مِنْ هذين الفريقين؟!

هل أنت من الفريق الفائز؟ أم أنت من الفريق الخاسر؟!

     دعنا الآن نتساءل - أنا وأنت - الأسئلة الهامة. ألم نكتفِ بعدُ من الإحباط وجلد الذات والشعور بالعجز وقلة الحيلة؟! ألم نكتفِ بعد من تذكُّر كل الهزائم السابقة التي تجعلنا مشلولين تمامًا وعاجزين عن العمل؟! وإلي متى سنستطيع تحمل الغضب الذي نشعر به تجاه أنفسنا ومَن حولنا؟! ألا ترى معي أنه من الأفضل أن نتخلى عن كل هذه المشاعر غير الصحية وكل ذكريات الهزائم القديمة، ونشرع فورًا في استعادة قوانا الذاتية لتحقيق كافة ما نريده في الحياة؟!

قال أحمد المسلماني – كاتب ومذيع مصري شهير

كم هو مؤلمٌ أن تشهد هزيمةً بعد حرب

ولكن كم هي جريمة أن تحيا هزيمةً .. بلا حرب

    فكيف نتغلب على الهزائم السابقة والإخفاقات .. ونستعيد زمام حياتنا من جديد.

دعنا نقدم لك الحلول في الجزء الثاني من مقالنا ...

 وللحديث بقية

كلمات مفتاحيةنحن لا نهزمنحن لا نهزم كلماتنحن لا نهزم ننتصر او نموتلماذا ننهزملن ننهزمان ننهزمما ننهزملا تنهزملا تنهزميلا تنهزم من الداخللا تنهزم يوم الصعابلا تنهزم نفسياكن متفائل لا تنهزمكن قويا لا تنهزملا للهزيمةلا تستسلم للهزيمةلا مجال للهزيمةالهزيمة النفسيةالهزيمةالهزيمة والانتصارلن نهزملا نهزمنهزم بالاشياء التي نحبهامهزوممهزوم نفسيامهزوم وضعيفمهزومين ومدحورين.

أماني سعد - كاتبة فى فنون إدارة الحياة

www.dramany.net

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى سعد، لا يمكن نسخ أو نشر هذا المقال فى مواقع أخرى إلا بإذن كتابي من الكاتبة، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسائلة القانونية، والتعويض عن الأضرار.

مراجعة لغوية أستاذ: محمد السخاوي

الكاتب: أماني سعد AmanySaad.com

د. أماني سعد كاتبة ومؤلفة مصرية، من أوائل الكتاب فى مجال التنمية الذاتية وفن إدرة الحياة، ولها بصمات مميزة من المقالات القيمة والتى نشرت فى العديد من الصحف والمجلات العريقة فى مصر؛ وعلى الشبكات الإخبارية على الإنترنت . لما يزيد عن خمسة عشر عاماً. وكانت أول من قدمت خدماتها الإستشارية للمئات من المهتمين بالتنمية الشخصية. ومنذ عام 2005 وهي تقدم مجهودات كبيرة من خلال الإطلاع والبحث فى مجال التنمية الذاتية وفن إدارة الحياة وقوة العقل الباطن لنشر مقالات وكتب ذات تأثير كبير؛ بهدف حث الأشخاص على تحقيق النجاحات فى كافة مناحي الحياة؛ دون الإخلال بمبادئهم فى الحياة. وهي صاحبة مبادرة العيش بالوعي والأمل.
التعليقات على هزائمُك القديمة . ليست أنت "1" (1)

محمدSaturday, July 18, 2020

مقالات مهمة أتمنى أن تساعدني على التغلب على معيقاتي

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
99648

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري