مقالات الوعىالصحة العقليةمعلومات عن الأحلام › عن أحلامي وأحلامهم.أحدثكم!

لا شيء يثير استغرابي في نفسي ككثرة أحلامي - ما شاء الله!-، فلا أذكر -تقريباً- أنه مر عليّ يوم دون أن أحلم. وأحلامي كأحلام غالب البشر غريبة طريفة وتحمل تناقضات لا معنى لها وتنقلني إلى عوالم يستحيل على الواقع نقلي إليها، فتارة أرى نفسي مجالساً للخليفة عبد الملك بن مروان ومرة قائداً لأحد جيوش نابليون وتارةً جندياً مغموراً في أسطول خير الدين بارباروسا، أو حتى متقمصاً لدور "جيري" في حلقة لطيفة من "توم وجيري"!

وأذكر أنني رأيتني يوماً في قلعة في سالونيك في اليونان -حيث حبس السلطان عبد الحميد الثاني بعد خلعه- وفهمت منه أنه يريدني أن آتي للقلعة، فلما أخبرت أمي برغبتي بالذهاب إلى اليونان تلبية لدعوة السلطان المتوفى قالت ببساطة: نم وقله أمي عيّت!!

إن الأحلام عالم غريب عجيب لا يزال العلم يتخبط في سبر أغواره، فالحلم -كما ندرك- سلسلة من التخيلات ،غير المنطقية غالباٌ، تحدث أثناء النوم. وله دور غير مفهوم في تبديد الانفعالات التي تصيب الشخص أثناء يقظته. وفرق الفقهاء المسلمون -اعتماداً على عدة أحاديث نبوية شريفة- بين الرؤيا والحلم، بحيث تكون الأولى من الله تعالى وهي خير، والثاني من الشيطان وهو شر. لكن غلب مصطلح "الحلم" ليشمل الإثنان، وهو ما سآخذ به.

وقد استطاعت الأحلام أن تتجاوز النوم إلى أن يصل تأثيرها إلى اليقظة، ومثال ذلك أن الإمام جلال الدين المحلِّي شرع في كتابة تفسير للقرآن الكريم، إلّا أن المنية وافته قبل أن يفسر نصف القرآن، وبعد قرن ذُكر أن الإمام جلال الدين السيوطي رأى في منامه الإمام المحلِّي يطلب منه إتمام تفسير القرآن الذي بدأه، فأتمه الإمام فأصبح يعرف بـ"تفسير الجلالين" دون أن يشعر القارئ أن ثمة اختلاف بين طريقتي التفسير!

وقريب من ذلك، الشيخ المصري محمد الغزالي رحمه الله، إذ سماه والده أحمد السقا بذلك بعد أن رأى الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي يخبره بأنه سيرزق بإبن وطلب منه أن يسميه باسمه ففعل، ولم يخب ظن الأب في إبنه أبداً!

وقد ذكر هتلر، أنه كان عام 1917 في معسكر أثناء الحرب العالمية الأولى، وعند نومه حلم أن المعسكر قصف ورأى نفسه مدفوناً تحت أكوام الرمال، فما كان منه بعد استيقاظه من هول الحلم إلا أن ذهب خارجاً من المعسكر الذي تعرض للقصف بعد خروجه!!

كما لا يخفى عليكم قصة تشريع الآذان، حيث كان المسلمون قبل تشريعه يستخدمون بوقاً كبوق اليهود للمناداة للصلاة، حتى رأى عبدالله بن زيد رضي الله عنه رؤيا سمع فيها الآذان فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بأنها حق، وأمر بلالاً بأن يقوم بالآذان لأنه كان أندى صوتاً.

أما لدى الشعوب، فحين كانت الشعوب البدائية تهول من أمر الأحلام وتعظمه، كان الفراعنة يرون فيها رسائل إلهية، وكانت بعض القبائل الإفريقية تؤمن بأنها رسائل يجب أن تنفذ، فإذا حلم أحدهم أنه قتل شخصاً فعليه أن يجتهد في بحثه عن هذا الشخص ليقتله! وكانت شعوب الإسكيمو تعتقد بأن روح الميت تغادره لذا لا ينبغي إيقاظه خوفاً من عدم عودة الروح ومن ثم وفاته!

وكان الحال مشابهاً في العراق والهند وأوروبا، حيث ظهر في الأخيرة أرسطو (ما أكثر ظهور هذا الرجل!) الذي كان أول من حاول دراسة الأحلام بطريقة علمية.

وقد ساهمت الأحلام في اكتشاف المغناطيس وعلاج داء الكلب (السعار) وإنقاذ قبائل إفريقية وأميركية من الاستعمار وغيرها الكثير مما لا أود الإطالة بذكره فاسحاً المجال أمامكم..عن أحلامكم...حدثونا!

الكاتب: المصدر شبكة صعفق

التعليقات على عن أحلامي وأحلامهم.أحدثكم!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
33613

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري