مقالات الوعىتنمية المرأةتثقيف المرأة في كافة المجالات › أهم تجارب “الذهن على المادة” في العالم الجزء الثاني

أهم تجارب “الذهن على المادة” في العالم الجزء الثاني

التجربة الأولى في مشروع ماك تاغارت حاولت زيادة الإنبعاثات الضوئية لورقة نباتيّة صغيرة عبر استعمال التركيز الذهني للمشاركين من أجل جعلها “تلمع وتلمع”. تم إجراء التجربة بمساعدة العالم البسيكولوجي دكتور غاري شوارتز الذي كان أوّل عالم يصوّر انبعاثات الضوء من الكائنات الحيّة (Biophotons) عبر نظام تصوير جديد فائق الدقة.

بعد تحليل النتائج، كشف د.شوارتز بأن التغيّرات في الانبعاثات الضوئية من الورقة التي أعطيت التركيز الذهني للمشاركين كانت قوية لدرجة أنه كان بالامكان رؤيتها بسهولة عبر نظام التصوير في المختبر. على الجهة الأخرى، جميع الثقوب الموضوعة تحت المُراقبة في الورقة الأخرى (التي لم يتم توجيه التركيز الذهني إليها) بقيت مظلمة.

تجربة أخرى حاولت تخفيض وتيرة بعض العمليّات البيولوجية الداخلية في أربعة أهداف حيّة: نوعين من الطحالب، نبتة وإنسان. تم استقدام 16 شخص من المتمرّسين في التأمل وطُلب منهم توجيه أفكارهم نحو هذه الأهداف الأربعة الموجودة في مختبر آخر على الجهة الأخرى من العالم في ألمانيا. النتائج أظهرت تغيّرات ملموسة في الأهداف الأربعة خلال وقت إرسال “النيّة”، بالمقارنة مع الوقت الذي كان فيه المتأمّلون يرتاحون.

التجارب على المياه أظهرت بدورها قدرة النيّة الذهنية على زيادة نسبة تركيز الضوء فيها، لكن التجارب التي حاولت تغيير البنية الجزيئية للماء لم تتوصّل إلى نتائج حاسمة.

تجربة أخرى مثيرة للجدل كانت تجربة “نيّة السلام” التي هدفت لتخفيض معدّلات العنف في شمال سيريلانكا الذي كان يشهد وقت إجراء التجربة حرباً أهلية منذ أكثر من 25 عام. شارك في التجربة عشرات آلاف المتطوعين من 65 دولة حول العالم. لكن النتيجة كانت مفاجئة. خلال الأسبوع الأوّل من إجراء التجربة، تصاعد العنف في شمال سيرلانكا إلى مستويات غير مسبوقة، ليعود في الأسبوع التالي لينخفض بشكل دراماتيكي غير مسبوق أيضاً. النزاع انتهى وتم توقيع اتفاقية سلام دائمة في العام نفسه.

قادة تجربة النوايا تمهّلوا في استخلاص العبر من التجربة وقالوا أننا بحاجة للمزيد من “تجارب السلام” لأن ما حدث في سيرلانكا يمكن أن يكون مصادفة، لكنه يمكن أن يكون أيضاً نتيجة تجربة النوايا الواسعة النطاق.

ماك تاغارت تعدّد بالإضافة إلى تجاربها العديد من التجارب في مختبرات أخرى التي أظهرت امكانيات واعدة لتحقيق انجازات كبرى في هذا المجال. أحد الأمثلة الملفتة للانتباه هي قدرة الذهن البشري على التأثير على الآلات، وخاصة الآلات البحثية المعروفة باسم “المحرّك العشوائي للأحداث” “random event generators’- REG.. هذه الآلات، تم تطويرها في البدء على يد كبير فيزيائيي شركة بوينغ، هيلموت شميدت، وهي بتعبير بسيط المعادل الالكتروني لرمي قطعة نقدية في الهواء: الكمبيوتر فيها يحتوي شاشة تُظهر صورة واحدة من أصل اثنين بشكل متواصل وعشوائي، كصورتي مربّع ودائرة. “المحرّكات العشوائية للأحداث” كانت الأساس الذي ارتكزت عليه التجارب على الوعي في جامعة برينتسون التي استمرّت لربع قرن. الدراسة المعقّدة التي كانت قائمة في برينستون كانت تهدف فحص ما إذا كان الذهن البشري قادر على التأثير على عمليّة عشوائية والكترونية صرفة بطريقة تُجبر الآلات على إظهار صورة واحدة أكثر من غيرها. كان قد ُطلب من كل مشارك في التجربة أن يركّز ذهنياً على صورة واحدة من الاثنين ليتم من بعدها فحص النتيجة وما إذا أثّر تركيزه الذهني على العمليّة الالكترونية العشوائية. بعد أكثر من مليونين ونصف تجربة امتدّت لـ 25 عام، استنتج الباحثون في برينستون أنه يمكن للذهن البشري أن يؤثر على الآلات بالاتجاه الذي يختاره.

التجربة ذاتها تم إجراؤها مرّة أخرى مؤخراً في مؤسسة “الوعي العالمي” بقيادة العالم السيكولوجي روجر نيلسون. قام نيلسون بوضع 50 “محرّك عشوائي للأحداث” في أماكن مختلفة من العالم وتشغيلها بشكل دائم. عند فحص النتائج ومقارنتها، اكتشف نيلسون أنه حين يكون هنالك ردّة فعل إنسانية عالميّة، سواء كانت فرحاً كبيراً أم موجة ذعر، كالتي حدثت في الولايات المتحدّة خلال هجمات 11 أيلول 2001، ردّة الفعل هذه تؤثّر على النتائج التي تظهر في الآلات.

العديد من الدراسات الأخرى أظهرت أن البذور تنمو أسرع وتكون أكثر صحّة من المعتاد إن كانت تستقبل “نيّة جيّدة” من البشر، أو إن كانت تُسقى بمياه استقبلت “نيّة جيّدة” أو عمل عليها شافي (ككاهن أو شامان أو ممارس للريكي وما شابه). التجارب أظهرت أيضاً أن “النيّة” يمكنها أن تؤثر تقريباً على كل العمليّات البيولوجية والعصبيّة في الجسد مثل النظام العصبي، معدّل دقّات القلب والتنفّس وموجات الدماغ. التجارب برهنت أيضاً أن النيّة لديها تأثير ملموس في عمليّة الشفاء من السرطان، على الأنماط الكريستالية للماء وحتى على الاتجاه الذي يسبح فيه السمك…

الأبحاث المستقبلية في علم الوعي تعد بقلب نظرتنا لأنفسنا وللكون رأساً على عقب للأبد. شفاء الأمراض، إنارة المياه، تسريع نموّ النباتات، التأثير على الآلات..ألخ؛ كل هذه القدرات المذهلة للذهن البشري، التي تصبح يوماً بعد يوم مدعّمة بأدلّة من أبحاث علمية كثيرة، تشير إلى أن احتمال القيام بالعجائب كان، كل هذا الوقت، قدرة كامنة في الإنسان. لا عجب إذاً أن بعض التجارب في هذا المجال كان يُطلق عليها اسم “تحويل الماء إلى نبيذ”…


(مترجمة عن مقال بالإنكليزية لنفس الكاتب، منشور في مجلّة ميستيرا عدد 2، كانون الثاني\شباط 2011)

الكاتب: طوني صغبيني Tony Saghbiny

التعليقات على أهم تجارب “الذهن على المادة” في العالم الجزء الثاني

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
86738

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري