مقالات الوعىالصحةقضايا الرجل › خجل الرجال العرب يزيد من مشكلة الضعف الجنسي

الاضطرابات الجنسية تحدد انتاجية الرجل وعلاقته مع الأسرة * بخاخ جديد لمعالجة الضعف الجنسي أقوى من الفياجرا * تصلب الأوعية الدموية من أسباب الضعف الجنسي

في ظل التطورات الطبية المتلاحقة والتسابق بين الشركات الطبية في انتاج الادوية والعقاقير الطبية ومواجهة متطلبات السوق، اصبح المتعاملون مع الادوية لا يعرفون كيف يميزون بين ما هو جيد وغير جيد. واكثر الموضوعات جدلا في الساحة الطبية هو موضوع الضعف الجنسي وما يسببه من عوامل نفسية تنعكس سلبا على الرجال. وفي كل يوم يظهر عقار جديد عن الضعف الجنسي، لكن لا بد من الوعي الطبي والعلاج المناسب، وقبل عدة اشهر توصل علماء اميركيون الى عقار جديد بديل للفياجرا من شأنه ان يحدث تأثيرا فوريا عند الرجال والنساء، اطلق عليه «باتي ـ 141» وهو عبارة عن رذاذ أنفي صمم لكي يؤدي الى تأثير فوري في مدة لا تتجاوز دقائق معدودات بعد استنشاقه، ويقوم العقار الجديد بالتأثير على خلايا المخ التي تتحكم في الروائح الجنسية لدى الانسان وتأثيره يفوق بكثير التأثير الذي يحدثه عقار الفياجرا. وقريبا سوف تصدر شركة طبية عقارا اسمه «السيالس» هو يعمل بصورة مشابهة للفياجرا من خلال تدفق الدم الى الشرايين بالعضو الذكري، وسيجري طرحه في غضون اشهر قليلة بعد حصوله على موافقة هيئة الدواء والغذاء الاميركية. الدكتور شريف غازي، استشاري امراض الذكورة ومدير مركز الذكورة في مركز الدكتور سمير عباس الطبي في جدة تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن اسباب الضعف الجنسي وكيفية التعامل مع الادوية التي لا تؤثر في صحة الفرد.

* كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن مشاكل الضعف الجنسي، ما هو السبب في رأيك؟

ـ اهمية مشكلة الضعف الجنسي وتأثيرها لا يقتصر على الرجل المصاب فقط، لكنه يمتد ليشمل المحيطين به سواء الزوجة او الاطفال، كذلك علاقاته بمجتمع العمل والاصدقاء، حيث اثبتت الدراسات الطبية والاجتماعية ان الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب تتأثر صورتهم وثقتهم بأنفسهم، والبعض منهم يتعرضون لمشاكل نفسية كالقلق او الاكتئاب وتسوء علاقتهم اليومية والحياتية بزوجاتهم مما ينعكس على الاسرة والمجتمع. ويكفي ان نسبة كبيرة من حالات الطلاق يرجع سببها لعدم التوافق الجنسي بصفة اساسية حتى لو كانت مبطنة بأسباب أخرى، وقد يندهش الاهل والاصدقاء لبساطتها وعندما يتم اصلاح الخلل في العلاقة الحميمة تتحسن تلقائيا العلاقة الزوجية بصفة عامة ويصبح الزوجان اكثر قابلية للتسامح والتفاهم، وهذا ينعكس بلا شك على سعادة الاسرة وترابطها وعلى مشاركة الرجل الفعالة في المجتمع من خلال عمله، وفي النهاية الفائدة تعود على المجتمع.

* ما مدى انتشار هذه المشكلة؟

ـ الضعف الجنسي قد يكون من اكثر الامراض المزمنة شيوعا. فقد اوضحت دراسة أجرتها جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الاميركية ان اكثر من 40 في المائة من الرجال فوق سن الاربعين يعانون من الضعف الجنسي في فترة ما في حياتهم وان اختلفت درجات الضعف وشكواهم منه، كما اجريت دراسات منذ عامين في مصر والمانيا اوضحت ان هناك نسبة مماثلة للرجال لديهم نفس الشكوى وان كان العديد منهم لا يبحث لها عن علاج، اما للخجل من طرح الموضوع، او لأنه يعتقد ان هذا شيء طبيعي مع التقدم في العمر، او انها مترادفة لأمراض معينة. فعدد الذين يتوجهون للاطباء طلبا للمعونة هو اقل بكثير من عدد الذين يعانون من المرض.

* هل نفهم من هذا ان عدد المرضى في السنوات الاخيرة قد زاد؟

ـ نستطيع القول بأن عدد من يطلبون العلاج قد زاد بصورة كبيرة، فالناس أصبحوا اكثر ادراكا بأن هناك علاجات متاحة مما يشجعهم للذهاب الى الاطباء، ولكن ايضا فإن نمط الحياة العصرية وكثرة الضغوط العصبية والنفسية والانشغال بكثير من الانشطة اليومية بالاضافة الى عادات الطعام السيئة والدهون والتدخين ساهم في زيادة عدد المرضى، والاهم من هذا ان متوسط عمر الرجل قد زاد في الثلاثين سنة الماضية واصبح المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة كانت تعتبر في الماضي امراضا خطيرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وامراض القلب، يتمتعون اليوم بحياة جيدة وبالتالي اصبحوا يبحثون عن علاج للضعف الجنسي ويرغبون بحياة جنسية طبيعية وهؤلاء كلهم كانوا مشغولين بأمراضهم قبل اي شيء آخر.

* هل يؤثر تقدم العمر في قدرات الرجل؟

ـ في الواقع هذا اعتقاد خاطئ تماما، فالرجل مهما طال عمره يستطيع التمتع بحياة جنسية طبيعية طالما لا يعاني من امراض وان صحته العامة جيدة، وقد يتغير نمط الحياة الجنسية فتتباعد فترات الجماع او يقل الاحساس بالقذف، وكذلك قد يستغرق الحصول على الانتصاب فترة اطول، لكن في النهاية يظل الرجل قادرا على اتمام المعاشرة الجنسية. كذلك فإن هورمون الذكورة يقل قليلا مما يؤثر في الرغبة الجنسية والقدرة البدنية، ولذلك اصبح هناك توجه جديد لتعويض الرجال بالهورمون الذكري تماما كما هو في السيدات بعد سن اليأس ولكن هذا لا يحتاجه كل الرجال، وكذلك فإن المتابعة الطبية المطلوبة لهم اثناء العلاج أدق بكثير.

* لو أردنا ان نتحدث عن الضعف الجنسي في رأيك ما هي اشهر اسبابه؟

ـ ظهرت في السنوات الاخيرة وسائل لتشخيص اسباب الضعف الجنسي ساهمت في التعرف على الاسباب العضوية في اكثر من 80 في المائة من المرضى مثل نقص جريان الدم في الشرايين المغذية للعضو الذكري او تلف الاعصاب المسؤولة عن افراز المواد الكيميائية او الفشل الوريدي، ومما لا شك فيه ان هناك ارتباطا وثيقا بين بعض الامراض والضعف الجنسي، فمثلا يعاني اكثر من 30 في المائة من مرضى السكري من الضعف الجنسي، وكذلك فإن مرضى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ومشاكل الكبد والجهاز العصبي يعانون من مشاكل جنسية اكثر من غيرهم من الاصحاء، كما ان هناك الكثير من الادوية الشائع استخدامها مثل بعض ادوية علاج حموضة المعدة او ضغط الدم تشير بعض الابحاث الى انها قد تكون سببا في الضعف الجنسي.

إلا ان هذا لا ينفي ان للعامل النفسي دورا كبيرا للغاية، حيث ان التوتر الداخلي بأسبابه العديدة قد يكون هو السبب في حوالي 20 في المائة من المرضى، كما ان العوامل النفسية تؤدي الى تفاقم الحالة في المرضى الذين يعانون من اسباب عضوية نتيجة لفقدهم الثقة، ولذلك فإن العلاج يجب ان يأخذ في الاعتبار كلا من العوامل النفسية والعضوية معا حتى يمكن للمريض ان يتمتع بحياة جنسية سليمة.

* في رأيكم ما هو التأثير المباشر الضار لعلاجات الضعف الجنسي على القلب؟

ـ علاجات الضعف الجنسي ليس لها أي تأثير مباشر على عضلة القلب وما أثير في الماضي حول هذا الموضوع مبالغ فيه وأسيء فهمه، فبعض الادوية المستخدمة في علاج الضعف الجنسي تتعارض مع ادوية أخرى تستخدم لعلاج القلب وقد يؤدي استخدام الدواءين في الوقت نفسه الى مضاعفات خطيرة. فالمشكلة هنا في عدم اتباع التعليمات وسوء استخدام الدواء وهذا يحدث في اي علاج آخر، ويجب ان نذكر ان هناك حدودا للمجهود الذي يستطيع الرجل ان يبذله خاصة مع تقدم العمر او الاصابة بأمراض القلب وعندما يستخدم اي علاج للضعف الجنسي يجب ان يظل الرجل محافظا على مجهوده في حدود الطاقة والمعتاد حتى لا يصاب بسوء اما الدواء نفسه فليس له تأثير ضار.

* ما هي الادوية الجديدة للضعف الجنسي؟

ـ الحقيقة هناك قائمة طويلة من الادوية ستكون متاحة قريبا لعلاج الضعف الجنسي، لكن اهمها عقار «السيالس» وهو يعمل بصورة مشابهة للفياجرا من خلال تدفق الدم الى الشرايين بالعضو الذكري وسيجري طرحه في غضون اشهر قليلة بعد حصوله على موافقة هيئة الدواء والغذاء الاميركية، ويتميز بأنه يعمل سريعا، حيث يبدأ مفعوله بعد 20 ـ 30 دقيقة، وقد اظهرت الابحاث التي اجريت عليه كفاءة كبيرة في مساعدة حالات الضعف الجنسي على اختلاف انواعها، فإذا تناول الرجل حبة السيالس بعد الطعام مباشرة فإنه يكون قادرا على المعاشرة الزوجية في أي وقت يشاء لمدة تتجاوز اليوم الكامل، والهدف هنا ليس عدد مرات المعاشرة الزوجية، لكن الهدف هو اعادة التلقائية والرومانسية الى العلاقة الزوجية، وهو عامل مهم للغاية، فجميع الادوية المتاحة الآن سواء ما يؤخذ منها بالفم او الحقن الموضعي يجب استخدامها ما بين 10 ـ 60 دقيقة قبل البدء في العلاقة الزوجية وبعضها مثل الفياجرا لا يكون فعالا اذا ما جرى تناوله بعد الاكل، وهذا مما لا شك فيه يؤثر في عدد غير قليل من المرضى اما للانشغال في اعمال أخرى، او انشغال الزوجة مع الاولاد وغيرها، كما ان كثيرا من الزوجات يتأثرن بذلك لاحساسهن بالرفض من الرجل بأنهن غير قادرات على اثارة ازواجهن وان العملية ميكانيكية، فالتلقائية هنا شيء مطلوب، لذلك فإن وجود دواء بهذه المواصفات من المتوقع ان يسرع في تحسين العامل النفسي لدى الزوجين ويمثل اضافة ممتازة لما هو موجود من أدوية.

الكاتب: جمال بنون "الشرق الأوسط"

التعليقات على خجل الرجال العرب يزيد من مشكلة الضعف الجنسي

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
64622

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري