مقالات الوعىتنمية المرأةتثقيف المرأة في كافة المجالات › سحر الجمال والرقة - الجزء الأول

سحر الجمال والرقة - الجزء الأول

إن هذه السلسلة قد تغير نظرتك للدنيا وبالذات للجمال والرقة من هذه اللحظة وإلى بقية عمرك


الطاقة في العالم

إن في هذا الكون الفسيح، في كل جزء منه، طاقة تسري. ليس هناك فراغ خالي، بل فضاء متدفق بالحركة. كل شيء حولك، وفي كل مكان في الكون، عدا الطاقة، هو مكون من ذرات، كل ذرة فيها بروتونات ونيترونات والكترونات. في وسط الذرة تجد البروتونات والنيترونات، وتسمى النواة. يلف حول وفوق هذه النواة الكترونات مشكلة ما يشبه غيوماً صغيرة، النواة شحنة ايجابية والالكترونات شحنتها سلبية، وهما يشكلان التوازن. لو قمنا بتكبير النواة بحيث جعلناها بحجم تفاحة، مثلاً، فإن الالكترون الواحد سيكون حجمه بحدود سماكة شعرة واحدة. سيكون في هذا التكبير قطر الدائرة للالكترون بحدود 2-3 كيلومتر! (أي مدار الشعرة حول التفاحة هو 2-3 كيلومتر). ما بين الالكترونات والنواة عالم من الطاقة التي تشكل قرابة 99,999% من الحياة! عدم فهمنا لهذا الموضوع الدقيق والكبير جداً يجعلنا نحوم في توافه من الأمور التي نراها فقط. غالب ما يؤثر في العالم وفينا لا نراه، ولا نسمعه، ولا نلمسه، ولا نشمه، ولا نتذوقه. تقريباً كل الحياة، إلا القليل جداً جداً جداً، غير مدركة بالحواس الخمس (ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا). (الروم/6-7). وهذا الظاهر لا يشكل في هذا البعد (الدنيوي) سوى ربما واحد من المليون أو أقل من الحقيقة. عدم فهم هذا المسألة العميقة يجعل الإنسان في تيهان من الماديات التي تشكل جزءا صغيراً جداً من الحقيقة. كنملة تحت صخرة في سور الصين العظيم توصف الدنيا من خلال ما تعيشه تحت هذه الصخرة الكبيرة، تحت هذا السور العظيم، في هذه الأرض الفسيحة، التي لا تشكل واحد من المليون في مساحة المجموعة الشمسية، التي هي تلف حول نجم صغير اسمه الشمس الذي هو بين ملايين الشموس، التي هي في مجرة صغيرة تسمى طريق التبان، التي هي بين ملايين المجرات في كون واحد من أكوان وعوالم متعددة لا يعلم مداها ولا عددها ولا حجمها ولا اتساعها إلا الله سبحانه وتعالى. رجاء أيتها النملة اسكتي، ولا تصفي الدنيا! يكفينا وصفك للصخرة التي تحفرين وتعيشين بقربها. غالب البشر في الحياة لا يتعدى فهم هذه النملة للدنيا، غير أن الإيجو يشعره بالعظمة

كل هذا المحسوس الذي وصفته هنا يشكل واحد من المليون من العالم الحقيقي! البقية كلها طاقة غير مدركة بالحواس الخمس. والحواس الخمس هي آليات ومصدر العقل. ولربما يكون العقل رائعا لمساحة واحد من مليون من الحياة! هذا الكون الفسيح يحتاج أكثر من قدرات العقل ليدرك الإنسان القليل جداً منه! هذه المعارف والحقائق، أو بالأحرى النظر للحقيقة من كل الجوانب، تحتاج لأكثر من العقل. تحتاج لما وراء الحواس الخمس. لقد ساعدنا الوحي في معرفة بعض هذه الأسرار المخفية عنا، وساعدنا ملهمون بمعرفة حقائق أخرى، وأعطانا الله، سبحانه، قلباً وتأملاً والهاماً يتعدى العقل حتى يجعله كالقارب في نهر جاري. حتى العلم العقلي، التجريبي، يخبرنا اليوم أن هذه الطاقة المتواجدة حقيقة وأنهم بفهم وجودها بدأوا يفهمون العالم بطريقة مختلفة


العالم الكوانتي

إن العالم المادي (الماكرو) الذي نراه وراءه عالم طاقي (ميكرو)، لا نراه بالعين المجردة، نسميه العالم الكوانتي، وهو عالم من الذرات والجزيئات، متدفق، كما وصفنا بعضاً منه في المقدمة. في هذا العالم حركة باتجاه صناعة المادة. عبر عنها انشتاين في معادلته الشهيرة

E=mc2

أي الطاقة تساوي المادة (الكتلة في المصطلح الفيزيائي) ضرب سرعة الضوء مضاعفاً. باختصار أن المادة تساوي الطاقة، والطاقة تساوي المادة. أي من الممكن تحويل أي طاقة إلى مادة وأي مادة إلى طاقة. الطاقة تتشكل وتترتب وتوجد عالماً مادياً نسمعه ونراه ونحسه.. أولئك الذين يعملون في بناء ما يريدون في العالم الكوانتي يصنعون ما صنعه ستيف جوبس وبيل جيتس وتوسلا وأديسون، هؤلاء صنعوا من الحياة اليوم ما لم يصنعه ربما مليار أو ملياران شخص.. وقد فصلت في هذا الموضوع الدقيق لطلبتنا في النادي في السنة الثانية من المنهج المتقدم


العالم الافتراضي

هنا مقصد الحديث. في العالم الافتراضي يبدأ التكوين، ليس في الكون العام بل في كونك (عالمك). التكوين العام منشأوه الله، سبحانه، وهو عالم الاحتماليات (العدم)، وقد خالفت ديباك تشابرا بهذا التفصيل، كونه يرى العوالم ثلاثة، ويرى في الافتراضي الاحتمالات، لكني أعتقد أن هذا العالم (الرابع) أوسع بكثير من ذلك؛ فهو بداية ومصدر الخلق، الذي هو صانعه الله سبحانه، منشأ العوالم، ومصدرها، ومسيرها. العالم الافتراضي هو عالم النوايا. في النية بداية التكوين! أحدث نية يتحرك العالم الكوانتي (جزيئات الذرات في كل مكان)، وفي العالم الكوانتي مسألة وقت (تايم بفر) ليصبح الموضوع حقيقة. إصرارك في العالم الافتراضي لا يترك خيارا للعالم المادي إلا أن يتوافق مع عالمك الافتراضي، لو كنت ذا عزيمة.في الطريق لابد لأحدهما أن يتغير، لأن العالم الافتراضي والعالم الكوانتي والعالم المادي انعكاس لبعضهم البعض


المعادلة

العالم الافتراضي = العالم الكونتي = العالم المادي

علامة يساوي هي (بفر أوف تايم) وقت بين التشكيل والتغيير، وهذا الوقت يعتمد على اعتبارات كثيرة، تبطىء وتعجل، لكن احفظ هذه:العوالم لابد أن تنسجم،لابد. صر على النية يتحرك العالم الكوانتي ليصنع لك العالم المادي الذي تريد


النية ثم الطاقة المهيئة لتحقيق النية

ابدأ دائماً بالنية؛ "إنما الأعمال بالنيات" أي كل عمل يتحقق بداية بالنية، ثم استعن بالله من خلال تحريك الطاقة لتحقيق تلك النية. هناك العديد من الطرق والتقنيات والتطبيقات التي تساعد في تحريك الطاقة (في العالم الكوانتي) وذلك لتسريع التحقيق. من هذه الطاقات طاقة الجمال والرقة. دعنا نتعرف عليها


سحر الجمال والرقة

التعريف.

الجمال:

(١) مجموعة مكونات كالشكل واللون والهيئة، بمجموعها تسعد الحواس.

(٢) الحضور الحسي الذي يمنح السرور أو المتعة للذهن.

(٣) طاقة سارية لطيفة تمتع النفس.

الرقة:  

(١) طاقة كريمة، ناعمة، هادئة، مذوبة.

(٢) شعور مريح، محتوي، متسامح.


عكس الجمال القبح، الفوضى في المكونات، وعكس الرقة العنف. هناك 6 تطبيقات عميقة جداً، خطيرة، ودقيقة تحدثت عنها في برنامج "مهمة سلام" وعملتها اصدار صغير لطلبتي في نادي جوي12، لكن ما سأصرح به هنا، بإذن الله، هو هذه الطاقة المجتمعة في الجمال والرقة. سأعطي أولاً أمثلة عن الجمال ثم عن الرقة ليتبين المعنى بشموليته، ثم أشرح كيفية ممارسته ثم نتائجه بإذن الله.. فتابع


******

الولد مسرعاً نحو الأب ومتخوفا: بابا، بابا، هناك وحش خارج الباب

الأب: آخبره، شكراً عندنا واحد يكفي

******

سامية: أنا أقضي الساعات أمام المرآة متبصرة بجمالي. هل تعتقدين أن ذلك من الغرور؟

لمياء: لا، أعتقد أنه من سعة الخيال

******

الكاتب: دكتور صلاح الراشد

التعليقات على سحر الجمال والرقة - الجزء الأول

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
11496

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري