مقالات الوعىالصحةالحمل والولادة › لعدة أسباب. قد يكون من الأفضل الإنجاب مبكرا!

ينتج الرجال مزيدا من الحيوانات المنوية المتغيرة Mutant sperms كلما تقدم بهم السن ولكن الباحثين في الولايات المتحدة دهشوا حين اكتشفوا أن هذه التغيرات تجعل للحيوان المنوي ذا حد قاطع.
قال الباحثون إن الحيوان المنوي المشوه يزيد من خطر إصابة نسل الرجل بالمرض ولكن على الرغم من ذلك فإن من المحتمل أن يهزم هذا الحيوان المنوي المشوه الحيوانات المنوية الأخرى السليمة في السباق لتلقيح البويضة.
قال الدكتور جونز هوبكينز من جامعة بلتيمور في محاولة منه لتفسير سبب مرض جيني يسمى Apert syndrome شائع الانتشار بين الأطفال الذين يولدون لآباء كبار في السن .
ويتميز المرض بالأصابع الملتصقة والاندماج المبكر لعظام الجمجمة مما يتطلب التصحيح المبكر بالجراحة.

كتبت الدكتورة إيثلين جاب وزملاؤها في المجلة الأميركية للمورثات الجنينة إنهم بحثوا في نوعين من التغير الذي يسبب افتراضيا كافة حالات متلازمة أبرت.
قالت جابس، "بسبب ما ، يحتمل أن يستخدم حيوان منوي بواحدة من هذه التغيرات لإنجاب طفل بصورة أكبر من استخدام جين طبيعي". وهناك حالات عديدة من متلازمة أبرت أو القزمية لأطفال ولدوا لآباء فوق الخامسة والثلاثين.
وقام الباحثون بدراسة الحيوانات المنوية لدى 148 رجلا تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 80 عاما. ولم يولد لمعظم هؤلاء الرجال أطفال يعانون من متلازمة أبرت ولكن 15 منهم عانوا من ذلك.

ويؤثر التغييران اللذان يسببان معظم حالات متلازمة أبرت على أحد الجينات والبروتين الذي يتحكم فيه ويسمى Fibroblast growth - factor receptor-2 وكشفت الدراسة أن الرجال فوق الستين كانوا معرضين لوجود حيوانات منوية متغيرة لديهم بنسبة تبلغ ثلاثة أضعاف الرجال تحت سن الثلاثين.
أما بالنسبة للرجال الذين ولد لهم أبناء بالمتلازمة فكان الأصغر سنا منهم الأكبر احتمالا للتغيرات في الحيوانات المنوية أكثر من كبار السن.
قالت ريفكا غليسر التي عملت في الدراسة، "إن الرجال فوق 52 عاما من العمر أكثر احتمالا بنسبة أضعاف من هم في سن السابعة والعشرين لإنجاب أطفال بالمتلازمة ولذا فإن معدل التغيير في الحيوانات المنوية فقط لا يمكن أن يكون مسؤولا عن الصلة بين الحالة وعمر الأب.

ومن جانب آخر، أظهرت دراسة حديثة أن عمر الزوج له تأثير مهم على الخصوبة وعلى الفترة التي تحتاجها زوجته لحمل طفل بنجاح تماما كما يلعبه عمر الزوجة.

ووجد الباحثون أن الرجل في سن الخامسة والأربعين يحتاج في تلقيح زوجته وجعلها حامل إلى وقت يبلغ خمسة أضعاف الوقت الذي يحتاجه وهو في سن الخامسة والعشرين عاما وعلى الرغم من تأثير السن على الحمل لدى الزوجة والذي درسه الباحثون في التفصيل يقول الخبراء أن هذه هي المرة الأولى التي يجد العلماء فيها صلة بين سن الرجل وخصوبته والمتمثلة في الوقت الذي تحتاجه الزوجة للحمل.

يقول الباحث ستيفن كيليك أستاذ طب الإنجاب في جامعة هيل في المملكة المتحدة، "دأب الناس على الدوام على القول بأن الرجل يستطيع إنتاج الحيوانات المنوية يوميا وأن المرأة تولد ومعها كافة البويضات التي ستفرزها، ولذا فإن عمر الرجل لم ينظر إليه أبدا كقضية رئيسية حتى وقتنا هذا ولكن في هذه القضية بالذات توجد صلة قوية بين عمر الذكر والخصوبة".
ويضيف الباحث أن عمر الرجل له صلة بالإنجاب أوثق من عمر المرأة من الناحية الإحصائية .

خصوبة الذكر تقل مع تقدم السن
أوجدت الدراسة التي نشرت في عدد حزيران/ يوينو الماضي من مجلة الإخصاب والعقم، مقارنة بين الفترة التي تحتاج إليها الأنثى للحمل بين مجموعة تضم 2100 امرأة حامل.
وقامت كل واحدة منهن بتعبئة نموذج استبيان حول الوقت الذي احتاجت إليه كي تحمل وعمر كل من الزوجين بالإضافة إلى نمط الحياة لدى كل منهما وبصورة عامة وجد الباحثون أن العمر كان أهم عامل له تأثير على الوقت الذي تحتاجه الزوجة للحمل ولكن في الوقت نفسه كانت هناك علاقة ضئيلة لعوامل أخرى معروفة من شأنها زيادة خطر العقم الذي يتعرض له كلا الشريكين مثل الكافيين الكحول والتدخين.

يقول كيليك أن معدل الفترة التي تحتاجها الزوجة للحمل من زوجها الذي يبلغ عمره من 20 إلى 45 عاما كان 4.5 شهرا ولكن هذه الفترة امتدت لتصل إلى 26 شهرا في حالة الزوج البالغ خمسون عام فأكثر من العمر.
ومقارنة مع الرجال الذين كانوا يبلغون 25 عام من العمر فإن الرجال ممن هم في سن 45 فأكثر يحتاجون تقريبا إلى فترة يبلغ طولها خمسة أضعاف الفترة التي يحتاج إلها الحمل في حالة الرجل الشاب.

وأظهرت الدراسة أيضا أن عمر الرجل ظل عاملا مساهما أقوى في حالة العقم حتى بعد أخذ عوامل أخرى مثل عدد مرات الجماع وعمر الزوجة في الحسبان.
العملية الجنسية ليست كل شيء

يقول بتتر شليغل رئيس دائرة المسالك البولية في مركز ويل كورنيل بنيويورك، "هناك الكثير من المعلومات حول الخصوبة وسن الذكر ولكنها هذه الدراسة هي الأكثر تحديدا والتي يبحث القضية وتصنف الآثار".
ويضيف شليغل، "يجب عدم الافتراض بأن خصوبة الرجل تستمر كما هي بسبب استمرار نشاطه الجنسي إن ذلك افتراض خاطئ".

ويقول الخبراء إن العمر يبدأ تدريجيا بالتأثير على إنتاج حيوانات منوية ابتداء من الثلاثين وأن الانخفاض المفاجئ في الخصوبة يبدأ عند الخامسة والأربعين.
يقول هاري فيش مدير مركز خصوبة الرجال لدى المركز الطبي التابع لمدينة بنيويورك، "إن نوعية الحيوانات المنوية لا تبقى جيدة كلما تقدم الرجل بالعمر مما يؤدي إلى مشاكل تتعلق بالخصوبة والجينات".
نظرة جديدة على العقم

يقول فيش، "أن نتائج هذه الدراسة يجب أن تشجع الأطباء على أخذ موقف أكثر جدية فيما يتعلق بعمر الرجل حين يتعامل مع قضايا العقم" ويضيف، أن ذلك يريح المرأة من المسؤولية حيث أن المشكلة ليست متعلقة بها وحدها".
إن هناك قضية تتعلق بالرجل من الناحية البيولوجية ومن شأنها أن تؤثر على خصوبته ويقول فيش "لم تعد المشكلة عمر الرجل والمرأة إنه عمر الرجل الذي يجب أن يؤخذ في الحسبان".

ونظرا لان الدراسة بحثت حالات نساء حوامل يقول الباحثون، "أن النتائج قللت من أهمية تأثير عمر الرجل على حمل زوجته ولذا ينبغي على الدراسات المستقبلية أن تشمل أيضا الأزواج الذين لم ينجحوا في محاولاتهم للحمل لدى زوجاتهم".
ولكن الباحث كيلك يقول، "أن الدراسات ينبغي أن تكون بمثابة تطمين لا قلق للأزواج الذين يسعون للحمل لدى زوجاتهم" ويضيف، "إن الدراسة توفر لنا فهما أكبر بعملية الخصوبة وكلما كانت معرفتنا بالحمل الطبيعي أفضل كلما كان بإمكاننا التدخل بصورة أسهل حين يحدث خطأ ما".

الكاتب: المصدر fesal.net

التعليقات على لعدة أسباب. قد يكون من الأفضل الإنجاب مبكرا!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
17361

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري