إذا شارفت حياة الإنسان على المغيب أرسل الله رسل الموت لسل الروح المدبرة للجسد والمحركة له ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )، وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، وتأتي الكافر والمنافق في صورة مخيفة ، ففي حديث البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد بصره ، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام ، حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة ( وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها.......... وإن العبد الكافر ( وفي رواية الفاجر ) إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال من الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة[ غلاظ شداد] سود الوجوه ، معهم المسوح [ من النار ] فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب. قال : فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود [ الكثير الشعب ] من الصوف المبلول [ فتقطع معها العروق والعصب ]). جمع الشيخ الألباني جميع روايات هذا الحديث وساقه سياقا واحدا ضاما إليه الزوائد والفوائد التي وردت في طرقه الثابته في كتابه " أحكام الجنائز "

وما يحدث للميت حال موته لا نشاهده ولا نراه ، وإن كنا نرى آثاره ، وقد أخبر تعالى عن حال المحتضر فقال ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ، وأنتم حينئذ تنظرون ، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون)، وقال أيضا ( كلا إذا بلغت التراقي ، وقيل من راق ، وظن أنه الفراق ، والتفت الساق بالساق ، إلى ربك يومئذ المساق) والتي تبلغ التراقي هي الروح ، والتراقي جمع ترقوه وهي العظام التي بين ثغرة النحر والعاتق وقد صرح الحديث بأن ملك الموت يبشر المؤمن بالمغفرة من الله والرضوان، ويبشر الكافر أو الفاجر بسخط الله وغضبه ، وقد صرحت بهذا نصوص كثيرة ، قال تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلا من غفور رحيم) قال مجاهد والسدي وهذا التنزل يكون حالة الاحتضار . وقال تعالى في حق الكفرة في معركة بدر ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ، ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ) .

الكاتب: المصدر موقع المأوى

التعليقات على حضور ملائكة الموت

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
93548

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري