بعض الذين يظهرون الإسلام ويعملون به يختم لهموالعياذ بالله بخاتمة سيئة ، وقد تبدو تلك الخاتمة من بعض من حضرهم الموت ، وقدتحدث صديق حسن خان عن سوء الخاتمة فقال: ولها أسباب يجب على المؤمن أن يحترزعنها...... ثم ذكر هذه الأسباب ومنها ...

اولا : الفساد في
الاعتقاد : وإن كان مع كمال الزهد والصلاح ،فإن كان له فساد في اعتقاده معكونه قاطعا به متيقنا له غير ظان أن أخطأ فيه قد ينكشف له في حال سكرات الموت بطلانما اعتقده من الاعتقادات الحقة مثل هذا الاعتقاد باطل لا أصل له إن لم يكن عنده فرقبين اعتقاد واعتقاد، فيكون انكشاف بطلان بعض اعتقاداته سببا لزوال بقية اعتقاداته ،فإن خروج روحه في هذه الحالة قبل أن يتدارك ويعود إلى أصل الإيمان يختم له بالسوءويخرج من الدنيا بغير إيمان، فيكون من الذين قال الله تعالى فيهم ( وبدا لهم منالله ما لم يكونوا يحتسبون) وقال في موضع آخر ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ،الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) ، فإن كل من اعتقدشيئا خلاف ما هو عليه إما نظرا برأيه وعقله أو أخذا ممن هذا حاله فهو واقع فيالخطر.

ثانيا : الإصرار على المعاصي، فإن من أصرعليها يحصل في قلبه إلفها ، وجميع ما ألفه الإنسان في عمره يعود ذكره عند موته، فإنكان ميله إلى الطاعات أكثر يكون أكثر ما يحضره عند الموت ذكر الطاعات، وإن كان ميلهإلى المعاصي أكثر يكون أكثر ما يحضره عند الموت ذكر المعاصي، فربما يغلب عليه حيننزول الموت به قبل التوبة شهوة ومعصية من المعاصي فيتقيد قلبه بها وتصير حجابا بينهوبين ربه ، وسببا لشقاوته في آخر حياته. والذي لم يرتكب ذنبا أصلا أو ارتكب وتابفهو بعيد عن هذا الخطر، أما من كانت ذنوبه أكثر من طاعاته ولم يتب منها فهذا الخطرفي حقه عظيم جدا

ثالثا: العدول عن الاستقامة،فإنمن كان مستقيما في ابتدائه ثم تغير عن حاله وخرج مما كان عليه في ابتدائه يكون سببالسوء خاتمته، كإبليس الذي كان في ابتدائه رئيس الملائكة ومعلمهم وأشدهم اجتهادا فيالعبادة ، ثم لما أمر بالسجود لآدم أبى واستكبر وكان من الكافرين. وكبلعام بن باعورالذي آتاه الله آياته فانسلخ بإخلاده إلى الدنيا ، وابتع هواه وكان من الغاوين،وكبرصيصا العابد الذي قال له الشيطان اكفر ، فلما كفر ، قال إني بريء منك إني أخافالله رب العالمين .

رابعا: ضعف الإيمان، فإن كان فيإيمانه ضعف يضعف حب الله تعالى فيه، ويقوى حب الدنيا في قلبه ، ويستولي عليه بحيثلا يبقى موضع لحب الله تعالى، إلا من حيث حديث النفس بيحث لا يظهر له أثره فيمخالفة النفس ولا يؤثر في الكف عن المعاصي ولا في الحث على الطعات، فينهمك فيالشهوات وارتكاب السيئات، فتتراكم ظلمات الذنوب على القلب فلا تزال تطفي ما فيه مننور الإيمان مع ضعفه، فإذا جاءت سكرات الموت يزداد حب الله ضعفا في قلبه لما يرىأنه يفارق الدنيا وهي محبوبة له وحبها غالب عليه لا يريد تركها ، فإن خروج روحه فيتلك اللحظات التي خطرت فيها هذه الخطرة يختم له بالسوء ويهلك هلاكامؤبدا.

الكاتب: المصدر almawa.ws

التعليقات على أسباب سوء الخاتمة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
55917

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري