مقالات الوعىالصحة العقليةإدارة الصراع › إدارة الصراع مع الذات

أن مجرد التفكير الإيجابي مع النفس فيما ينبغي أن تقدم عليه أو لا.. فيه من رحمة النفس كي تكون في الموقع الحياتي الصحيح.

إن التفكير مع الذات متى ما أنطلق من مفهوم ما لا وما عليها ففي ذلك صعوداً لأول سلم الحياة. وأن أكمل نوع في التفكير الذاتي حين يصل الحال بالمرء أن يرتفع على كل مغريات الحياة ويبدأ بذاك نكرة لذاته او ما يسمى بنكران الذات في المفهوم العام لما لهذا المبدأ من تضحية من أجل حق الآخرين على ذلك المرء

ولعل – نكران الذات – مبدأ أوصل منتهجية في الحياة الى رتبة القديسات والقديسات وعلى أي حال فإن في هذا المبدأ شيء كبير من الاستعداد للتفاني من أجل مصالح الآخرين الذي يوصل القناعة عند بعض ناكري الذات الى مرتبة أن يموتوا في سبيل أن يبقى الآخرون أحياء وهو ما يمكن وصفه بتصرف فيه من الإيثار النادر.

إن الحياة أخذ وعطاء ومحاسن الأعمال يقضي في المرء السوي أن يعطي أكثر مما يأخذ فبذاك يكون سطوع المعنى الأجل لعلاقة مخلصة تنبع وتنتهي لله سبحانه وتعالى أي أن المرء المضحي بنفسه أو ماله أو راحته لا يطلب بأي حال من الأحوال أن يجازي أو يكافأ على خير فعله.

ولعل معرفة كيفية إدارة الصراع مع النفس فيه امتحان لا يمكن أجتيازه بنجاح إلا حين يتجاوز المرء مكسب زائل والى ما شاء الله من تقديم محاسن المعاملة مع المحيط الضيق الذي هو العائلة ثم المحيط الأوسع الذي هو الأقرباء والأصدقاء فالمحيط الأوسع الأوسع الذي هو المجتمع الكبير الذي ينتمي إليه المرء ويسمى باسمه.

ولعل في الامتنان الإلهي غلبة للعقل على العاطفة والالتزام بعبادة الله سبحانه وتعالى يقي الإنسان من الكثير من الشرور التي قد تفكر بها النفس المعروفة بامارتها للسوء وشأن العلاقات الشخصية للمرء مع محيطه الاجتماعي تتحكم بها مؤكداً صفات أخلاقية عادة ما يكون ذاك المرء قد اكتسبها طيلة فترة حياتها ومن نوع تلك الصفات تتحدد العديد من الموارد والمواقف التي يبديها عند حلول الظروف بحلوها ومرها مع سائر الأفراد والجماعات التي يتواجد للعيش معهم.

ومما يعني الصراع مع النفس الذات ضمن معانيه العامة أن المرء يجعل عقله المفكر بمرونة بمثابة (المستشار) له في كل صغيرة وكبيرة.

ويمكن اعتبار الصراع الذاتي هو من أخطر الصراعات بحسب إقرارات تجارب الحياة فإذا ما انتصر الإنسان أولاً على نفسه فهو بذلك سيتمكن مع الانتصار على عدوه وبغير الانتصار على نفسه لا يمكنه تحقيق الانتصار على أحد إلا بالصدفة النادرة، وما يمكن ملاحظته من الصورة المجردة للوجود الاجتماعي وعلاقاته الحالية يأتي مجتمع معاصر أن العلاقات تعيش في خطها البيئي العام من تراجع مخيف ما يمكن أو يحتمل أن تترتب عليه سحب السوية من غالبية الناس وهذا سيعني أن حالة انقسام البشر الى أخيار وأشرار سيكون في صالح الأشرار من حيث الكثرة في خانتهما بل أن التهرب من بناء شخصية الإنسان على أسس أخلاقية غير مسؤولة أو إهمال ذلك هو نوع سيجعل المقصرون في العائلة والمربون في المجتمع في موقع الإدانة نظراً لكونهم يمارسون شروراً يمكن إدراجه بسبب ابتعادهم عن أداء الدور الأخلاقي – الحضاري المفروض أن يعرفوه ويلتزموا به ولو من باب الحرص على أن لا يكون هناك تصادم اجتماعي ضمن صراع مفتعل.

أن العالم اليوم ينمو نفوساً ومادياً بأشكال مذهلة مما يتطلب تهيئة أفضل لمواجهة متطلبات العيش والحياة وعلى أسس من العدالة والإنسانية وحفظ القيم وبذاك سيتمكن المرء حقاً من معرفة نفسه ومعرفة غيره. إذ يبقى الإنسان محكوماً لطريقة تفكيره ولا منقذ أول له سوى نفسه فإذا ما توصل الى هذه الحقيقة فإن المنقذ الأعظم له الذي سيبارك جهده هو الله سبحانه وتعالى ويجعله في منأى عن أي شر.

وبنظرة المساواة بين الخلق توزع الحقوق وتؤدي الواجبات بين الناس بشكل مبدع، وليس من الضرورة أن يستتبع المرء الآخر المختلف معه أحياناً إذا ما كان وجيهاً أو قائداً لعمل إداري مثلاً على كونه إزالة الاختلاف – إن وجد – في التوجهات والمنطلقات فالاختلاف في وجهات النظر مسألة مقرة ولا ينبغي أن تقود لعدم التواصل مادام الحوار متاحاً.

أما عن حالة التخندق على الآراء فيخلق نوع من التباعد النفسي لذلك فإن مصالحة النفس أولاً لها من الأولويات ما يمكن ان تدفع أي خلاف مع الآخر الى موقع الاستعداد لمشاركة الجميع في وئام وصفاء والاعتراف الودي والسلمي بين الجميع فواقعية النظرة للأمور مكانها هو إطار الوفاء للسلوكيات الرصينة وعدم نكران حق الآخرين والعمل المشترك المنطلق من قاعدة الإخاء الإنساني السلمي

الكاتب: الكاتب غير معروف

التعليقات على إدارة الصراع مع الذات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
42349

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري