مقالات الوعىالصحةقضايا الرجل › الضعف الجنسي لدى الرجال تحذير مبكر

يحنو طبيب أمريكي من أصل سوري على قارئه ساردا طرفا من شكاوى مرضاه الذين يعانون قصورا في الانتصاب قائلا أن هذه المشكلة ربما تكون نعمة مستترة في التحذير المبكر من بعض الأمراض العضوية.

ويقول رضوان شابسيغ الأستاذ بجامعة كولومبيا في كتابه (حياة زوجية رائعة) الصادر في الولايات المتحدة عام 2007 أن "القضيب هو ترمومتر صحة الشخص" وإن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2005 قدرت أن 30 مليون رجل في الولايات المتحدة يعانون قصور الانتصاب "الخلاصة.. لست وحدك... إذا تجاهلت صحتك الجنسية فسوف تواجه مشكلات صحية خطيرة أخرى في المستقبل" تشمل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والاكتئاب.

وكتب مؤلف الكتاب مقدمة خاصة بالطبعة العربية التي أنجزها المترجم المصري أحمد محمود وتقع في 414 صفحة كبيرة القطع وصدرت عن (دار الشروق) في القاهرة في الأيام الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تختتم دورته الأربعون غدا الاثنين بمشاركة 743 ناشرا من 28 دولة عربية وأجنبية.

والعنوان الكامل للكتاب هو (حياة زوجية رائعة في سبع خطوات سهلة.. الخطة الأكيدة لتحسين الوظيفة الجنسية وبلوغ الصحة المثالية).

والكتاب محصلة تجربة مستمرة منذ نحو ثلاثين عاما لمؤلفه كمؤسس لمركز نيويورك للصحة الجنسية والذي يفخر بكونه "باحثا وأستاذا ومعالجا سريريًا" وأنه "خبير في الطب الجنسي" والذي يؤمن بأن الصحة الجنسية هي المدخل إلى صحة الرجال "فقصور الانتصاب إنذار مبكر لحدوث مرض في الجهاز الوعائي القلبي والسكر والبدانة... إهمال صحتك العامة أو أول واقعة فشل لحدوث الانتصاب" ربما تكون له نتائج كارثية.

وفي الكتاب الذي "ليس للرجال وحدهم" ينفي شابسيغ المفاهيم الخاطئة الشائعة.. بين الشباب على اعتبار أن مشكلة الانتصاب ستختفي تلقائيا وبين الكبار بظن قصور الانتصاب أحد لوازم الشيخوخة حيث يرفض أن يكون القصور الجنسي نتيجة حتمية مع التقدم في العمر إذ "لا تعمل الآلة الجنسية باستقلال عن العقل وسائر الجسم" حيث يكون الأداء الجنسي دليلا على مدى كفاءة الأجهزة الحيوية في الجسم.

ويضيف أن جزءا من المشكلة هو أن نصف الرجال الذين يعانون قصور الانتصاب يخجلون ولا يسعون للعلاج ومازال "الإبلاغ عن القصور الجنسي لدى الذكور أقل مما يجب وتشخيصه أقل مما يجب وعلاجه أقل مما يجب" وأن أكثر من نصف ضحايا قصور الانتصاب لا يسعون للحصول على علاج لمشكلتهم مضيفا أن كليات الطب تخصص أقل من واحد بالمائة من مناهجها للوظيفة الجنسية.

ويأمل شابسيغ أن يتخلى الرجال عن صمتهم وألا يرتبكوا عند الحديث عن مشكلة الانتصاب فالأمر لا يتعلق بالجنس وإنما "بحياتك... كلمة عجز يجري إخراجها من القاموس الطبي" مشيرا إلى رجلا في الخامسة والتسعين ذهب إليه للعلاج قائلا "إذا كنت أعمل (بعض الوقت) وأدفع الضرائب وأسبح وألعب التنس فأنا أستحق ممارسة الجنس.."

ويقول أن الأبحاث سجلت أن 50 بالمائة ممن يعانون مشكلة انتصاب يتفادون زيارة الطبيب وأن أبحاثا أخرى أظهرت أن 87 بالمائة من الرجال يفضلون الصلع ويفضل 61 فقدان وظائفهم ويفضل 69 بالمائة الإفلاس على مشكلة قصور الانتصاب. كما أن 33 بالمائة من الرجال في أوروبا والولايات المتحدة وافقوا على هذه الجملة "الحديث وجها لوجه مع شخص بخصوص الانتصاب أمر مستحيل بالنسبة لي" نظرا لأن القصور الجنسي ربما يقضي على ثقة الرجل بنفسه.

ويضع شابسيغ للفصل الأول البالغ 44 صفحة عنوان (ترمومترك الجنسي) مشددا على أن ممارسة الجنس عنوان كفاءة الجسد وأن الرغبة ومقرها المخ إذا كانت ضعيفة فهذا مؤشر لأن الصحة غير جيدة تماما وأن منطقة ما من الجسم لا تعمل على النحو الصحيح حيث أن "الانتصاب مجرد قمة جبل جليد الصحة الجنسية... تسخن الرغبة مستودع الزئبق في الترمومتر" فيرتفع.

ويربط الكتاب بين الصحة العامة وزيادة الرغبة الجنسية مرورا بالإثارة التي تنتج من الرؤية أو السمع أو الشم أو اللمس كما يكون للخيال العقلي دور فيها.
ويقول أن ما بين 80 إلى 90 بالمائة من حالات قصور الانتصاب لها صلة بحالة بدنية أو طبية مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين في حين تعود نسبة 10 إلى 20 بالمائة من المشكلة ذاتها لأسباب نفسية وأن 25 بالمائة من الرجال المصابين بالاكتئاب أفادوا بوجود مشكلات تتعلق بالانتصاب.
ويضيف أن القضيب عضو وعائي لا بد من تزويده بالدم عن طريق القلب والأوعية كي يؤدي وظيفته الجنسية "وإذا تجاهلت صحتك العامة فسوف تعاني صحتك ومتعتك الجنسية في وقت لاحق" مشيرا إلى أن بحثا شمل 30 ألف رجل من ست دول في نهاية عام 2005 أكد وجود علاقة بين قصور الانتصاب والصحة العامة. كما أن أكثر من 12 ألف رجل ممن تعرضوا لنوبات قلبية حادة كانوا يعانون قصور الانتصاب.

ويعلق المؤلف قائلا أن "المشكلة المحرجة (ضعف الانتصاب) قد تكون نعمة مستترة فهي تحذير مبكر يمكن أن ينقذ الحياة... اهتم بترمومترك الجنسي ولن يقتصر الأمر على حصولك على جنس أفضل بل ستستمع بحياة أفضل."

ويضيف أن "الحبوب السحرية" ليست حلا لمشكلة الانتصاب مشددا على ضرورة وضع أسلوب صحي أفضل يشمل التمرينات الرياضية والإقلاع عن التدخين لأن "سحب النفس من السيجارة سيكون في النهاية سحبا من القدرة على الانتصاب. والوزن الزائد سيعوق انتصابك كذلك" مضيفا أن 97 مليون أمريكي وزنهم زائد أو بدينون وأن تكلفة الأمراض ذات الصلة بالبدانة تقدر بنحو 100 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة.

ويحذر شابسيغ من الوجبات السريعة التي تؤدي إلى البدانة "فنحن (الأمريكيين) نبحث عن الطعام السريع والسيارات السريعة والحلول السريعة ومن سوء الحظ أن المشكلات تأتي مسرعة" محذرا كذلك من طول أوقات الاسترخاء أمام التلفزيون للبحث عن قنوات فضائية "ربما تظن بذلك أنك تستريح بينما أنت في واقع الأمر تصدأ... يعرف الرجل عن سيارته وصيانتها أكثر مما يعرف عن جسمه" كما يحث على أن يهتم الإنسان بما يخبره به جسمه الآن حتى لا يحمل له جسمه فيما بعد أخبارا غير سارة.

ويقول أن التخلص من سعر حراري واحد أصعب بكثير من استهلاك سعر أقل مضيفا أن الكيلوجرامات الزائدة التي تحملها معك "تجر صحتك وترمومترك لأسفل".

ومن باب الصحة النفسية أيضاً يحث شابسيغ على أن يتعلم الإنسان أن يقول "لا" مرة واحدة في اليوم على الأقل بدون غلظة في الاعتذار عن عدم تلبية دعوة أو القيام بعمل غير مناسب "قلها. أن حياتك الجنسية تعتمد عليها وإذا لم تقلها بالقدر الكافي فسوف تعاني صحتك العقلية من حالات أشد خطورة من القلق والاكتئاب" مضيفا أن هناك علاقة بين الاكتئاب وقصور الانتصاب فإذا كنت تعاني أحدهما فاحذر الإصابة بالآخر.

الكاتب: سعد القرش - آريبيان بزنس

التعليقات على الضعف الجنسي لدى الرجال تحذير مبكر

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
61174

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري