مقالات الوعىتنمية المرأةتثقيف المرأة في كافة المجالات › المرأة جوهر التنمية المستديمة والوعى بالبيئة

المرأة جوهر التنمية المستديمة والوعى بالبيئة

فضل كلاهما على الآخر في الأدوار وكيفية القيام بها بعيداً عن الامتيازات الفطرية يقدم المرأة على الرجل، وإن كان حجم مخ الرجل أكبر منه لدى المرأة إلا أن المرأة قد تستخدم جزء أكبر من الجزء الذي يستخدمه الرجل منه، وربما تؤدى المرأة بعض المهام بكفاءة أكبر من الرجل، بل قد تتفوق المرأة على الرجل في المنطق وكذلك الذكاء البيئي المتعلق بالطبيعة وإدراك جوانبها. وإن كان الرجل يتفوق على المرأة في مظاهر التفاعل الاجتماعي إلا أن المرأة تظل مفتاح المسئولية الاجتماعية بلا منازع. ويكفى أن دور المرأة في تربية النشء يمثل ثلاثة أضعاف دور الرجل وأنها المسئولة عن صحة أو فساد جوهر ثقافة التعامل مع المحيط البيئي. ويظل دور السيدة مريم العذراء في رسالتها مع السيد المسيح رمزاً فريداً عبر الزمن لاكتمال وجدان قلب الطفل وانطلاقة العقل الرباني المتوج بالمحبة. الأمر الذي يؤكد دور المرأة في التربية وغرس القيم والارتقاء بالمجتمع والبيئة، وأن الاهتمام بجوهر علاقة المرأة بالبيئة يعكس اهتماماً بعلاقة كافة فئات المجتمع بالبيئة. ويمكن القول أن المرأة جوهر التنمية والوعي بالبيئة، لدورها الهام والمؤثر في التنمية المستديمة وصحة بيئة الأسرة التي تشكل اللبنة الأولى في المجتمع. ومن أهم تحديات هذا المجتمع رفع درجة الوعي لدى المرأة بمشكلات البيئة ومدى مساهمتها فيها، ومردود ذلك من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئيةً، والأهم من ذلك تمكين المرأة من مراقبة البيئة واتخاذ القرار والمساهمة في تنفيذه لتنمية دورها وتعزيز شعورها في إدارة البيئة والمحافظة عليها من التلوث.

لا شك من امتلاك المرأة مخيلة واسعة تمكنها من دقة وصف ومحاكاة الصور الذهنية، وأنها تستخدم فصي المخ المنطقي والوجداني معاً بصورة أفضل بكثير من الرجل. لذلك لمع نجمها وعظمت مسئوليتها في مجالات التربية البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من تدهور وتلوث البيئة. وتعد المرأة في مختلف البيئات الجغرافية من حماة البيئة وصون الطبيعية، بدورها الإيجابي في ترشيد استهلاك المياه والطاقة والغذاء والمواد الكيماوية الخطرة والمبيدات الحشرية والزراعية وكذلك التقليل وكيفية التخلص من المخلفات الصلبة والحفاظ على النظافة والصحة والحد من التلوث. ولكن هذا الدور ومردوده الإيجابي يظل رهناً بتمكن المرأة من قضايا البيئة وعلاقتها ببرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأن يتم تطوير وتحديث معرفة ووعي المرأة باتجاه المشاركة في إدارة شئون البيئة. وعلى صعيد آخر، وجد أن أغلب جرائم المجتمع المصري تكون المرأة أحد دوافعها ومؤثرة فيها وإن لم تظهر بصفة مباشرة، بالإضافة إلى دورها المهم والخطير في استمرارية ودوام قضايا الأخذ بالثأر بين سكان محافظات الوجه القبلي، وقد أكدت كثير من أعمال الدراما في الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية سلطة المرأة الأم في جنوب مصر وأثرها في توجيه سلوكيات المجتمع.

تزيد المسئولية الاجتماعية للمرأة مع تفوق عدد الذكور على الإناث بنحو 1.6 مليون نسمة (في تعداد 2006)، إلا أن الإناث قد تركزت في الريف بنسبة 57.3% من جملتهن، اللاتي يمثلن 28% من جملة سكان مصر، مما يزيد من مسئولية المرأة الريفية تجاه نوعية وجودة البيئة. ويذكر تقرير التنمية البشرية لسنة 2008 أن نسبة الأمية بين الإناث بلغت 42.7% وأن 30% منهن لا يلتحقن بالتعليم الثانوي ومن ثم بلغت نسبتهن 24.2% من جملة خريجي الكليات والمعاهد العليا، وإن كانت نسبة الإناث المقيدات بالتعليم الجامعي قد بلغت 37.5% فإن نسبتهن لم تستوعب سوى 7% من جملة الإناث في الفئة العمرية للالتحاق بالجامعات. فإذا كانت الحالة الثقافية هكذا فهل للمرأة أن تحدث تغييراً؟ بعد أن أصبحت حجر الزاوية في المأمول من أهداف التنمية للألفية الثالثة وبرامج العقد الاجتماعي التي تؤكد مركز المرأة بين فئات المجتمع والمشاركة المطلوبة منها في الإصحاح البيئي بالمجتمعات الريفية المحرومة من خدمات الصرف الصحي ودورها في التربية البيئية. وهذا يتوقف على مدى تمكين المرأة المصرية من القيام بذلك الدور الهام والمؤثر من خلال برنامج قومي للارتقاء بصحة المجتمع والبيئة، يراعى جودة ونوعية التعليم المستمر للإناث في مختلف فئات العمر، وذلك لضمان الإعداد الجيد للمرأة ودوام مساهمتها في حماية الموارد الطبيعية وتحسين الأحوال البيئية والحد من كافة الأمراض المرتبطة بالأضرار البيئية ومن ثم تعظيم إمكانات التنمية البشرية. ولابد من الاهتمام أولاً بقضايا النوع الاجتماعي والحد من الفقر بين السكان لتقرير دور المرأة ورفع نسبة مشاركتها في تنمية المجتمع والبيئة، ومن ثم الارتقاء بمستوى ومكانة المرأة وضرورة تمكينها من المشاركة السياسية الاقتصادية بشكل أفضل، من خلال منظمات المجتمع المدني التي تمثل الوعاء الشرعي الذي يشارك فيه المواطنون باضطراد أثناء مرحلة التحول إلى المجتمع الديمقراطي.

الكاتب: د. حمدي هاشم

التعليقات على المرأة جوهر التنمية المستديمة والوعى بالبيئة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
60066

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري