مقالات الوعىالصحة العقليةالتغلب على الخوف › الرهاب (الخوف الاجتماعي)

هناك ما يقارب من 13.3% من الناس يرهبون المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبيا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة. ولكن هل تعلم أن لهذه الحالات علاج جيد وفعال؟ لعلك تجد المساعدة لدى الطبيب النفسي.

-
هل ترهب (تتخوف) أن تكون مركز اهتمام ونظر الآخرين؟
-
هل عرقل الخوف على كيفية أدائك للعمل وأنت أمام الآخرين؟
-
هل تخاف من إحراج نفسك أمام الآخرين؟
-
هل تحاول غالبا تجنب أي من المواقف التالية؟:
التحدث في المجتمعات
الحديث مع المسئولين
العمل أمام الآخرين
حينما يتركز النظر عليك
الأكل أو الشرب أو الكتابة أمام الآخرين
حضور الحفلات

حينما تتعرض لأي موقف من المواقف المذكورة أعلاه، هل تعاني من الخجل واحمرار الوجه، الارتعاش، الاضطراب، الخوف من الإستفراغ أو الشعور المفاجىء بالرغبة إلى الذهاب إلى دورة المياه؟
إذا كانت إجابتك على معظم هذه الأسئلة (بنعم ) فهناك احتمال أنك تعاني من الخوف الاجتماعي. وإذا كانت إجابتك أيضا للسؤال رقم ( 4 ) بنعم فإنك بالتأكيد تعاني من الخوف الاجتماعي.

ما هو الرهاب (الخوف الاجتماعي)؟

الرهاب (الخوف) الاجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جدا تتمركز حول الخشية الشديدة والخوف الخانق من العمل الذي قد يتعرض له المريض إلى الانتقاد، وتحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة أشخاص تقريباً، وتؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد أحيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس.

إن هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات بل إن الذين يعانون من الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد يضطرون لتكييف حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر، وإن علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد، وكثير من المصابين يلجأ ون إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات لمواجهة مخاوفهم.
تبدأ عادة حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أثناء فترة المراهقة وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة وقد تجر إلى حالات أخرى كالإكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة.

من أفواه المرضى

(
لعدة مرات رفضت الترقية في عملي وذلك لأنني سأضطر أن أقود الناس وأواجههم وذلك مالا أستطيعه)

(
لقد لجأت إلى الكحول (الخمر) لتساعدني على حضور الحفلات أو إلقاء المحاضرات والدروس. ولكن في النهاية أصبح الكحول مشكلة تضاهي مشكلة الرهاب الإجتماعي)

ما هي الأسباب؟

تبين أن هناك عدة أسباب تفضي إلى الرهاب الاجتماعي منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-
الصدمات النفسية المبكرة.

2-
الافتقار إلى المهارات الاجتماعية التي يؤدي توفرها إلى غرس الثقة بالنفس وانعدامها يؤدي إلى الشعور بالنقص وبالتالي الابتعاد عن الآخرين والخوف من انتقاداتهم.

3-
تقييم الذات تقييما سلبياً.

4-
الحساسية المفرطة التي تؤدي إلى الخوف من أي نقد.

ما هي الأعراض؟

تسبب حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أعراضا مثل احمرار الوجه، رعشة في اليدين، الغثيان، التعرق الشديد، والحاجة المفاجأة والملحة للذهاب للحمام. إن من يعاني من الرهاب (الخوف) الاجتماعي فمن المحتمل أنه يعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض عندما يتعرض للمناسبة الاجتماعية التي تسبب له الخوف، وفي بعض الحالات مجرد التفكير في تلك المناسبات يحدث القلق والخوف، والمحاولة الجادة لمنع حدوث الأعراض قد تدفع المريض إلى تجنب هذه المناسبات بصورة نهائية مما يكون مدمرا للحياة الاجتماعية أيضا.
من أفواه المرضى

)
إن وقوفي في طابور المحاسب في الأسواق العامة سبب لي كثيرا من المتاعب وكلما اقتربت من نهاية الطابور كلما ازددت رعشة وتعرقا وفي النهاية قررت عدم الذهاب للأسواق. (

هل يمكن علاج الرهاب (الخوف) الاجتماعي؟

بالتأكيد أن الطبيب يمكنه أن يساعد بالعلاج الدوائي أو بالعلاج السلوكي أو بهما معا، وعلينا أن نطمئن المصاب بالرهاب الاجتماعي أن آلافا ممن يعانون من هذا المرض قد وصلوا إلى حالة الشفاء التام بعون الله.


أساليب العلاج:

العلاج الدوائي:قد يتطلب الأمر لبعض المرضى بالرهاب الاجتماعي العلاج بالعقاقير لكن ذلك في الحالات القليلة الشاذة.

العلاج السلوكي:

إن العلاج السلوكي هو العلاج المفضل لحالات الرهاب الاجتماعي والأسلوب الأعظم نفعاً من أساليب العلاج السلوكي هو أسلوب إزالة الحساسية المنظم:

إزالة الحساسية تقوم على مقدمة منطقية مفادها: إذا أمكن إحداث استجابة مضادة للخوف مثل (حالة الاسترخاء العضلي العميق ) بوجود المنبه المثير للخوف فإن الرابطة بين المنبه والخوف ستضعف.

وسمي هذا الأسلوب منظماً لأن عند تطبيقه في العلاج يقوم على ثلاث خطوات، في الأولى يقوم المعالج بتدريب المريض على الاسترخاء العضلي العميق، وفي الثانية يطلب منه وهو ما يزال مسترخياً أن يتصور في خياله سلسلة من المواقف التي يبدو فيها الشيء المسبب لخوفه وكأنه يقترب منه تدريجياً، وعادة يتم ترتيب هذه المواقف هرمياً من أشدها إلى أخفها إثارة للخوف وإليك المثال: شخصاً يخاف خوفاً غير معقول من الموت، ترتب له المواقف هرمياً هكذا:

1-
رؤية شخص ميت في كفن.
2-
رؤيته وهو يوضع في قبر.
3-
رؤيته عن بعد محمولاً إلى المقبرة.
4-
قرأة نعي لشخص لشاب مات بالسكتة القلبية.
5-
رؤية جنازة.
6-
الوجود داخل المستشفى.
7-
رؤية المستشفى.
8-
رؤية سيارة إسعاف. ( ولبي وولبي، 1981،صـ54)

الخطوة الثالثة يعرض المريض ) وهو في حالة الاسترخاء العميق) إلى موقف مجابهة فعلي للشيء الذي يثير فيه الخوف ويتوقف نجاح هذا الأسلوب على نقل استجابة الاسترخاء من المواقف المتخيلة إلى المواقف الفعلية.

وبعد ذلك يتم تعليمه مهارات اجتماعية تكسبه الثقة بنفسه. من هذه المهارات مثلاً: التشجيع على الكلام، التسميع مما يطلب منه حفظه.

يطلب منه أيضاً بتمثيل الأدوار وذلك بأن يسند إليه دور معين ضمن مجموعة فيسلك ويتصرف وكأنه في ذلك الموقع حقاً. هذه التقنيات من شأنها أن تعيد إلى الأشخاص المرضى:

1-
الثقة بالنفس.
2-
الإيجابية في الاختلاط بالناس.
3-
الخروج من الانحباس داخل شرنقة الذات.
4-
تمتص قلقهم الخانق.

من أفواه المرضى

(لم أعلم أنها حالة مرضية يمكن علاجها ولكني ظننت أنها جزء من شخصيتي)

(إن أول مرة شعرت بفائدة العلاج عندما ذهبت لصرف شيك من البنك ولأول مرة في حياتي لم ألاحظ أي ارتعاش في يدي عند توقيعه)

(في البداية خشيت أن يظن الناس بأنني مجنون لو ذهبت لطبيب نفسي ولكن العلاج أحدث تغييرا حقيقيا حيث لاحظ ذلك جميع أصدقائي)

دعم الأصدقاء والأقارب

هل يمكن مساعدة صديق أو قريب يحتمل أنه يعاني من الرهاب (الخوف) الاجتماعي؟

إن دعم الأصدقاء والأقارب يمكن أن يساعد كثيرا وهذه خطوط عريضة لذلك:

-
تعلم وتعرف بعمق عن هذه الحالة.

-
تقبل واعترف بأنها مشكلة حقيقية، لأن الرهاب (الخوف) الاجتماعي ليس نوعا سيئا من الخجل ولكنه حالة مرضية ويجب أن نتعامل معها بجدية.

-
كن متفهما وأعلم أن إتاحة الفرصة للمريض لشرح مشكلته سيساعده ليشعر بعدم العزلة وأن لا يخجل من حالته.

-
لا تعتبر الحالة المرضية خطأ لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك أو على المريض.

-
شجع المريض بلطف ليراجع الطبيب المختص. واعترف أن هذا القرار صعب بحكم طبيعة الحالة المرضية والتي تجعل المريض يرهب من طلب المساعدة من الناس الغرباء ومنهم الطبيب.

-
شجع المريض من بداية العلاج أن يستمر ويواصل عليه وأظهر تقديرك وإعجابك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلا.

-
عندما يبدأ تأثير العلاج فإن ذلك سيشجع المريض أن يبدأ بمواجهة المناسبات الاجتماعية المثيرة للخوف والرهاب وهنا فإن دعمك وتفهمك له مهم جدا.

-
يجب ينصح المريض وتشجيعه أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان ولهذا فلا تقبل أن تكيف حياتك لتتمشى مع مخاوفه وقلقه.

الكاتب: نورا البيتي - مستشار اجتماعي وتربوي

التعليقات على الرهاب (الخوف الاجتماعي)

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
66242

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري