مقالات الوعىتنمية المرأةتثقيف المرأة في كافة المجالات › عبودية المرأة في (التمكين) لها!!

عبودية المرأة في (التمكين) لها!!
جَلَسَتْ خلف المِنَصَّة تتحدث.. بلهجة نجدية صحيحة تعجِز عن مجاراتها ربما العربيات اللاتي يعشن في السعودية.. إنها السيدة (دلال أبو نيان) المواطنة الأمريكية الحاصلة على درجة الماجستير في رياض الأطفال والطفولة.. حديثها كان حقائق.. حقائق (التمكين!) الذي (ترزح) تحته المرأة في أميركا، والذي تنبهنا له السيدة دلال،كان ذلك في (ندوة حقوق المرأة.. واجب شرعي وإنساني) التي نظمتها الكلية الصحية للبنات في مستشفى اليمامة بالرياض في الأول من ربيع الأول 1428هـ.

في بدء حديثها نوهت أنها لن تتحدث عن الغير.. بل ستتحدث عن وضع المرأة في بلدها؛ إذ تقول: إن البنت مثلها مثل الولد تغادر بيت أهلها وهي في سن الثامنة عشرة، وعليها أن تبحث عن عمل يغطي نفقات المسكن والدراسة الجامعية (لأنها لا بد أن تدرس) ونفقات الطعام والشراب، والعلاج، وغيره.

وفي أمريكا المرأة والرجل لا يتساويان في المرتب؛ فالمرأة تحصل على 70% فقط من مرتب الرجل مما يستدعي منها أن تجتهد أكثر (وتعمل) أكثر؛ لأن أسعار السلع متماثلة للجنسين.. وفي الوقت نفسه يجب أن تظهر المرأة (جميلة ورشيقة ومتابعة لصيحات الموضة) مما يجعل من نفقاتها أكثر من الرجل، ومن ثم فعليها أن تجتهد أكثر! ثم إن عرفت زميلا لها في العمل أو الجامعة وأعجبها فتتزوجه، ويتقاسمان جميعًا النفقات، فالحساب البنكي الذي يصرفان منه واحد!! ثم إن فكرت في الأولاد فعلى الأكثر ستلد طفلين (فالأطفال مكلفون)؛ لأنها لا بد أن تلحقهم ببرامج تعليمية، ودورات في الموسيقى، والرياضة، والحاسب، وغيرها، لا بد أن تؤهلهم ليتسابقوا في هذه الدنيا!

وعندما يكبر الأطفال، ويبلغوا الثامنة عشرة سيغادرون بيتها، وربما تراهم بعد ذلك أو لا تراهم! وتستمر هي في العمل حتى تبلغ التقاعد، وربما بعد التقاعد لا بد أن تبحث عن عمل؛ لأن راتب التقاعد (400 أو 500 دولار) لا يكاد يغطي مصاريف الماء والكهرباء. وإذا ضعفت أو مرضت ترسل إلى (دور الرعاية Nursing Houses)، وهي (مسؤولة) أيضًا أن تشتري قطعة أرض لقبرها، وتابوتًا تنزل به إلى القبر.. وهكذا تنتهي بها الدنيا.

وتضيف السيدة دلال أبو نيان أن إسلامها أحدث الفرق في حياتها، وهي سعيدة جدًّا بزواجها من مسلم سعودي، وأنها تعيش في المملكة العربية السعودية لأن حقوقها محفوظة لها.

دعونا نتفق إذًا أن المفهوم الذي يفرضه (التمكين) على المرأة يتنافى مع الشريعة الإسلامية. العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام، وبين الزوج والزوجة علاقة تكاملية تسودُها المودةُ والرحمة والسكينة، وليس الصراع والتقاتل لانتزاع الحقوق، دون التفكر بالواجبات.

وعلاج ظلم الرجل للمرأة في بعض المواقف والأحيان يأتي بنشر الوعي الصحيح بطريقة النبي عليه الصلاة والسلام وتعامله مع النساء، وليس باستعارة ولا بفرض وثائق الأمم المتحدة بما فيها من غث وسمين على مجتمعاتنا...

أعلمُ أن نشر الوعي ليس سهلا، وبحاجة لبرامج مدروسة، خاصة أن الرجل هو المستهدف غالبًا بهذه البرامج، وعادةً الرجلُ لا يُقبِل كثيرًا على برامج كهذه (ظنا منه أنه لا يحتاجها!!).. وإلى حينه أنصح النساء بالعمل بوصية السيدة دلال التي قالت: الرجل لن يرفض لك طلبًا، لكن قوليه بلسان حلو).. وأؤيدها في ذلك! وأنتم؟؟؟

الكاتب: أ. أروى الغلاييني

التعليقات على عبودية المرأة في (التمكين) لها!!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
35011

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري