مقالات الوعىالصحة العقليةالتوحد › التطور التاريخي لمرض التوحد

يعتبر الطبيب النفسي السويسري يوجين بلولر أول من استعمل عبارة "التوحد" عام 1911 مستنبطًا إياها من تعبير يوناني معناه مرض الانطواء إلى الداخل.

وأجمع الأطباء عام 1940 على أن التوحد مرحلة انتقالية "لانفصام الشخصية اللاحق" واعتبروه حينها صنفًا من انفصام الشخصية الطفولي أو حالة اضطراب في التفكير، ولكن هذا التعريف لم يكن التعريف النهائي له حيث إن أحد الأطباء الأمريكان كان له رأيا آخر وهو العالم ليو كانر إذ عرَّف التوحد الطفولي بمفهوم آخر وأشار إلى أنه يختلف اختلافًا جزئيًا عن الانفصام، وذلك عام 1943، ليضع بذلك مفهومًا نهائيًا للمرض الذي أثار الكثير من الجدل خلال تلك الفترة.

وأصبح مرض التوحد الشغل الشاغل لكثير من الخبراء والأطباء في الفترة الأخيرة نظرًا للارتفاع الشديد في معدل الأطفال المصابين بهذا المرض منذ أواخر الثمانينيات، حيث زادت نسبة حدوثه من طفل في كل 10 آلاف طفل في‏ 1978‏ إلى طفل في كل ‏300‏ طفل، وفي عام 2000 أعلن مركز مراقبة الأمراض ‏(CDC)‏ في الولايات المتحدة الأمريكية عن ارتفاع نسبة حدوث هذا المرض بمنطقة "بريك" في ولاية "نيوجرسي"، وقدرت نسبة الإصابة بحوالى ‏6.7‏ أطفال لكل ألف طفل‏.

وأظهرت الدراسات فيما بعد أن نسبة الإعاقة الذهنية في حالات التوحد تصل إلى 60-70%، وتتراوح الإعاقة الذهنية بين إعاقة خفيفة ومتوسطة وشديدة، وهذا يدل على وجود خلل يتمثل في تلف جزء من المخ، وقد يتحدد مكان التلف بالتوقيت الذي حدث فيه هذا الخلل، سواء حدث في أثناء الإخصاب، أو الحمل، أو بعد الولادة، وقد تكون النتيجة تبعا لذلك ظهور بعض أعراض التوحد، أو ظهور كل الأعراض، أو حدوث أعراض مشابهة.

ويجب عليك توخى الحذر لتجنب الوقوع في خطأ الخلط بين أعراض التوحد وغيره من الإعاقات الذهنية، فقد تكون الحالة إعاقة ذهنية، ويفسرها البعض على أنها عقلية، لكن الملاحظ أن 75% من حالات الإصابة بالتوحد تكون في الذكور، وليس هناك تفسير علمي لهذه الظاهرة بعد.

جدير بالذكر، أن أحدث الدراسات العلمية بكلية كينج ومعهد ستانفورد ببريطانيا والتي أجريت على 15 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسادسة، أن نسبة الإصابة بمرض "التوحد" وصلت إلى نحو 17 حالة في كل 10 آلاف طفل، وهي ما تعد زيادة بمعدل أربع أضعاف عن السنوات السابقة.

الكاتب: إعداد: إيناس عقاب

التعليقات على التطور التاريخي لمرض التوحد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
82078

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري