مقالات الوعىالعلاقات الإنسانيةالعاطفة › التفسير النفسي للعاطفة

التفسير النفسي للعاطفة

العاطفة هي الكلمة الساحرة بقوة تأثيرها على القلوب والنافذة في أعماق النفس ، لها أصولها وأساسياتها ، ولا احد يستغني منها مهما كان قاسيا في قلبه أو بارداً في مشاعره او جافاً في أحاسيسه ، والأمر يعود لخصوصيات الحقيقة الإنسانية التي فطر الله آدم عليها ، ومنها يستمد كل امرئ لمسة من هذه الحقيقة في ذاتيته ( ويمكن النظر إلى العواطف ومكوناتها من الناحية النفسية وبعضها الى الحياة الفكرية و الادراكية ، و أهم ما يكون هذه العواطف هي الانفعالات و الحاجات والميول )1 .

 و المسألة الأساسية هي الجزئية الحساسة في اصل الخلقة لذا لا بد من الإدراك الصحيح لها و القيام بالتنمية المطلوبة ( لأن الانفعالات من حيث كونها استجابات المؤثرات تنقسم إلى – ايجابي- ما يحبه الفرد - وسلبي- وهو ما لا يحبه الفرد: أي يكرهه كالألم )2  ( وبتكرار ذلك تتولد في الفرد حالات نفسية مستقرة عملية – سلبية او ايجابية – نحو الموضوعات التي يميل إليها وهذه هي العواطف )3 .

  والعاطفة عند علماء النفس ( تنظيم مركب من عده انفعالات ركزت حول موضوع معين واصحبت بنوع من الخبرات السارة او المؤلمة )4 ، وأيضا فسره آخرون بانه ( استعداد وجداني للشعور بتجربة وجدانية خاصة للقيام بسلوك معين ازاء شئ أو شخص معين او جماعة او فكرة مجردة )5 .

  ويقول الأستاذ مصطفى فهمي بأنه ( استعداد نفسي ينشأ عن تركيز مجموعة من الانفعالات حول موضوع معين )6.

وحسب التعاريف السابقة خاصة في المنظور النفسي يتضح لنا ان وجود العاطفة في ذاتية الإنسان شئ أساسي ولا يوجد خلاف بينهما ، بان العاطفة يحتاج إلى رعاية و تنمية مستمرة  و إلاّ انحرف عن المسار الإنساني المتوازن وتوجه نحو الحيوانية ، ما دام تثار بالانفعالات و يركز على مواضيع معينة وتتوجه نحو السلبية و الايجابية حسب البيئة و الظرف و الاهتمامات التربوية، وفي كثير من الأحيان مكتسبة ، ولا بد من الاهتمام بها وتنميتها تنمية ايجابية راقية على مستوى إنسانية الإنسان لان (( للعواطف اثر بليغ في توجيه التفكير و السلوك،  ويتجلى هذا التأثير في عمليات الإدراك و التذكر وتداعي المعاني ، وفي تكوين معتقداتنا وتعديلها )7 .

  وحسب ما اتفق عليه الدراسات النفسية و أكد عليه علماء النفس ان العاطفة تتكون بالتكرار و الإيحاء و التقليد و الاقتران .

و ان عمليات تكرار الانفعال حول موضوع معين يؤدي الى تقوية العاطفة نحو هذا الموضوع وتثبيتها )8   ( ويأتي دور الإيحاء مثلا في الدعوة الصادقة من الاباء و الامهات لأبنا ئهم تبصرا لهم بشؤون دينهم )9 ( ويعتبر الإيحاء مؤثرا سلوكيا مهماً في مرحلة التمييز وما يعقبها من مراحل )10 ،  و أيضاً ( يلعب الاقتران دورا مهما من تكوين العاطفة نحو الأشخاص الذين يشتركون من بعض الصفات الموجودة من أشخاص آخرين )11 .

و المقصد الأساسي لكل الدراسات النفسية و حسب كل التعاريف حتى ذوى الميول الشاذة بأنهم متفقون على ان العاطفة جزء لا ينفصل عن حقيقة الإنسان مهما كانت الظروف و التقلبات و الأمزجة و يتجه حسب خصوصيات الفرد و حسب المؤثرات الأساسية في شخصيته .

الهوامش

1-2-3- مدخل إلى علم النفس/د- نبيهة صالح السامرائي .
4- مدخل الى علم النفس/د-عبد الحي موسى
5- مبادئ علم النفس/د-يوسف مراد
6- علم النفس أصوله وتطبيقاته التربوية/د- مصطفى فهمي
7- مبادئ علم النفس العام/د-يوسف مراد
8- علم النفس أصوله وتطبيقاته التربوية/د- مصطفى فهمي
9-10-11 -علم النفس أصوله وتطبيقاته التربوية/د- مصطفى فهمي

الكاتب: إسماعيل رفندي

التعليقات على التفسير النفسي للعاطفة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
56684

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري