عن الأحلام والكوابيس سألوني

تساؤلات كثيرة تراودني وتراود كل فرد في هذا المجتمع ، سؤال يطرحه البعض بغية الوصول إلى حقائق تفسيرية للأحلام والكوابيس والفرق بينهما ؟ فهل هناك إجابة علمية أم إجابة فلسفية سبق وأن طرحها جهابذة القرن التاسع عشر من علماء الفلسفة وعلم النفس . لهذا أقول دعونا نطرح تحليلنا للأحلام والكوابيس وبعد ذلك نترك لعقولنا تحليل ماكتبناه في هذا المضمار .

الأحلام تؤدي دورا هاما في المحافظة على الصحة الجسمية والعقلية وهي كما يقول رواد التحليل النفسي وسيلة من وسائل إعادة التوازن النفسي عن طريق الإشباع الرمزي للرغبات التي لايمكن اشباعها في حالة الصحو . أما الكوابيس فهي تحدث في أي سن من الطفولة إلى الشيخوخة ، ويرى الحالم في هذه الأحوال حلما مزعجا ويصحو في حالة خوف شديد ، ويصاحب هذا الشعور زيادة في ضربات القلب ، وسرعة التنفس ويتذكر الشخص الحلم بوضوح ، وسرعان مايهدأ ويستعيد النوم ثانية .

ويفسر علماء النفس الأحلام المتواترة بأن الحلم الذي يراه الفرد أثناء الطفولة ، يتجدد مرارا وتكرارا في سنوات الرشد ، ولهذا كان لتفسير الحلم المتكرر الذي يتعاقب على فترات أهمية كبيرة ترتبط بالفرد ذاته حيث يقوم التفسير على عملية فك رموز معاني الحلم وهذه الطريقة يستخدمها المحللون بجعل الفرد يتداعى بحرية حول مضمون الحلم إلى أن تصبح طبيعة تحقيق الرغبة فيه ظاهرة . وفي نظر الطب العقلي يفترض أن للحلم مضمونان أو محتويان ، المحتوى الظاهر وهو الحلم كما يتراءى بالفعل للحالم والمحتوى المضمر أو المستتر وهو الذي قوامه المعنى الخفي والمستخفي للمحتوى الظاهر ، ويشمل تفسير الحلم تطبيق طريقة التداعي الحر على المادة المكونة للمحتوى الظاهر في سبيل الكشف عن الاندفاعات الأساسية الكائنة في المحتوى المضمر .

أما عن مقدار الصحة في اعتقاد العامة بأن الحلم ينبىء عما سوف يحدث في المستقبل ؟ والجواب على ذلك هو أنه لاغرابة في أن ينبىء الحلم عما قد يحدث في المستقبل . تعليل ذلك هو أن النفس أثناء النوم تنقطع صلتها مع العالم الخارجي فعندها تجد الفرصة المناسبة في توقع حدوث أمور ما يجد في نوم النفس سانحة يبادر ( العقل الباطن ، اللاشعور ) إلى إعلام النفس عن حساباته ومايتوقعه . وفي كثير من الأحيان يصح ماتوقعته العضوية ويحدث ماحسبه اللاشعور فيتحقق الحلم .

الكاتب: دكتور ناصر العريفي - المصدر نفسانى