إلى بقايا جسد نثرت فتاته رمادا غطى سنيني، إلى أحضان ألم وحزن أقتاتُه رغما عن أنيني، تجرعت من كأس الفراق، وذقت ألم الموت، والشوق في حنيني...

فارقت في الهوى قلبي وبعض أصناف في الجرح ترميني، تاهت أوراقي بين ليال البعد وأفاقت على الموت سنيني، كم من المرات يقتلني حزني... ثم يعود من جديد ويحييني...
أهواها...

كانت لي أكثر من أمي، ولكن الفرح عن وصل ينفيني، وكأن حكايتي في الحب هي نفس حكايتي مع كل قلب، كان قلبها حطاما، وكان الحطام في عشقي يكفيني... ولكن القدر أصابني مرة أخرى، وعاد بسهام الموت يرميني.
هي أمي، وأكثر من أمي... هي حزني وفرحي وأنيني، كانت وما أكثر ما كانت عليه!
فأين أنت يا أمي؟

أفتقدك كلما تذكرت حالي في الهوى، وأنا لم أنسَ يوما حالي مع من أهوى، تائهة جئت أرجو من الهوى عطفا ليجمع آثار الحطام، جئت أبحث عن بقايا الحطام... آه يا أمي، ولم يستجب الفرح لي يوما فحتى الحطام ما زال معلقا على الجدران...

أهواك يا أمي وكنت رمزا لبعض أفراح فصرت عمرا من الأحزان، افتقدتك يا أمي فأين أنت بين ضجيج ذكريات العمر؟ وأين قلبك حين يشتاق قلبي لغموض كغموض البحر؟ أين الهوى في زمن ضاق الهوى بقلوب أصحابه؟؟ وأين أنت في دنيا ضاقت بك يوما فرمتك حطاما تحت ركام قبر!!

أذكرك تماما! فملامح وجهك كما هي، وحتى شعرك ويداك وقلبك ما زال كما هو في الصورة. أنا لا أملك إلا صورتك وصبرك وبعض بقايا من غموضك الأبدي.

لن أنساك يا أمي، وإن تخلى البشر عن هواهم، حتى وإن ضعت في عرض الهوى؛ إذ كيف لحزني أن يغرقني في بحر الهوى، وكيف لذاكرتي أن تنسيني أمي التي علمتني كيف يكون الهوى...

الكاتب: إسراء أبو رمان - الأردن

التعليقات على أنا وأمي والهوى

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
37333

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري