مقالات الوعىتنمية المرأةتنمية ربة البيت › ربة البيت بين العطاء المستمر والتجاهل التام

ربة البيت بين العطاء المستمر والتجاهل التام

ربة البيت الشمعة المنسية التي تنير درب الاسرة  .. ربة البيت جمال نورها المنبعث يشع في كل أرجاء البيت  .. ربة البيت القلب الحنون والنعمة  .. ربة البيت هى الحياة التى تدب فى البيت أينما وجدت .. ربة البيت هى التى أنجبت لنا العلماء والاطباء والمهندسين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات رغم أنها كانت لا تقرأ ولا تكتب .. ربة البيت هى عماد البيت التى تدير البيت  .. لنا أن نقول أن فى صلاحها صلاح المجتمع بأسره ..


الحضور الديناميكي الفاعل


وقد جاء في الكتاب السعودي " صهوة الكلمة " :- من يطلع على الإحصاءات الرسمية من زاوية ( المرأة العاملة ) يرى العجب العُجاب ، فالمرأة التي قد تكون وظيفتها في الإذاعة تقديم الأغاني في برنامج ( ما يطلبه المستمعون ) - كمثال - تعتبرها الإحصاءات الرسمية ضمن ( القوى العاملة ) ، بينما ربة البيت المتفرغة لشؤون بيتها ؛ من إعداد الطعام لأطفالها وتدريسهم ورعاية زوجها على مدى النهار والليل، ذلك الحضور الديناميكي الفاعل لربة البيت ، لا تعترف به الإحصاءات الرسمية ، ولا تعتبر صاحبته ضمن القوىالعاملة. هذا يدفعنا إلى التساؤل:- في ترتيب الأولويات الاجتماعية للمجتمع ( العامل ) :- ما هو الدور الأهم ؟ المذيعة التي تقدم الأغنية أم ربة البيت المتفرغة لإدارة بيتها ورعاية زوجها وأطفالها؟ وما وجه المقارنة بين العائد الاجتماعي الذي يتحصل من الدورين؟ .. لا أظن في قولي مبالغة إن قلت : إن دور ربة البيت أهم ، وإن العائد الاجتماعي الذي يجنيه المجتمع من دورها لا شك عظيم وصميمي . في ضوء ذلك نسأل :- لماذا إذن هذا التجاهل الإحصائي الرسمي لدور ربة البيت ؟ ولماذا هذا الإهمال لتثمين الدور الاقتصادي والاجتماعي العظيم الذي تقوم به ربة البيت ؟


دورك يا أمَّاه !!


يقول فضيلة الشيخ :- سعود بن إبراهيم الشريم :- إن تصور الأم قاعدةً في البيت لا شغل لها جهلٌ مُركَّب بمعنى الأسرة الحية ، كما أن تصورها محلاً لإجادة الطهي والخدمة فحسب ضربٌ من السلوك المعوج الذي عرفته الأم الكافرة إبَّان إفلاسها الأخلاقي والأسرى ، والذي أثبت من خلاله أن الأم العاطلة خير من الأم الفاسدة الخرَّاجة الولاَّجة ، وأن الأمهات المحتبسات في المخادع والبيوت أشرف من اللواتي يتكشَّفن لكل عين ، ولا يرددْن يد لامس أو نظرة لاحظ .

ونحن - معاشر المسلمين - لا نريد في حياتنا من خلال الواقع المرير أن نوازن بين شرين ، لنختار أحدهما أو أخفهما ، كلا بل إننا نريد أن نحقق ما طالبنا الإسلام به ، من إقامة أسرة مستقيمة يشترك الجنسان معاً في بنائها ، وحمل تبعاتها على ما يرضي الله ورسوله ، ليتحقق فينا قول الباري جل وعلا :- وَالذِينَ ءامَنُوا وَاتبَعَتهُم ذُريتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُريتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم من عَمَلِهِم من شيء كُل امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ) سورة الطور:21


ربات بيوت أفذاذ ..


يقول وكيع بن الجراح :- قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان :- اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي ، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني .. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث ؟! ..

وقبل ذلك حذيفة بن اليمان تسأله أمه :- يا بني ، ما عهدُك بالنبي ؟ قال :- من ثلاثة أيام ، فنالت منه وأنَّبته قائلة :- كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام ؟.

وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم رضي الله عنها أنها آمنت برسول الله ؛ قالت:- فجاء أبو أنس – وكان غائباً – فقال: أَصَبَوتِ ؟ قالت :- ما صبوت ، ولكن آمنت بهذا الرجل .. قالت :- فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه :- قل لا إله إلا الله ، قل أشهد أن محمداً رسول الله ، ففعل ، قال :- فيقول لها أبوه :- لا تفسدي عليَّ ابني ، فتقول :- لا أفسده ، فلما كبر أتت به النبي وقالت له :- هذا أنس غلامك،  فقبَّله النبي .


دورها فى الدعوة إلى الله


يقول الأستاذ همام عبد المعبود :- ودور ربة البيت في الدعوة إلى الله هو دور القدوة والتوجيه والإرشاد والتقويم ، فيجب ألا ترفع عينيها عن أولادها وبناتها ، وأن تكون على دراية بكل ما يفعلون ، وأن تكون على درجة من الوعي والنضج بمتطلبات وفقه كل مرحلة من مراحل العمر لأولادها ، فضلا عن دورها الذي لا ينكر في دعم زوجها الداعي وتثبيته ، أو تنشيط زوجها وحثه على ممارسة الدعوة إن كان لا يمارسها ..


وأما دورها تجاه نفسها :-
فيجب عليها في هذا الباب أن تهتم بعلاقتها بربها وخالقها ، فتجدد النية لصيام شهر رمضان ، إيماناً واحتساباً لوجهه الكريم ، وتستعين بالله على قضاء حوائج البيت ، وتسأله العون على تلبية احتياجات كل أفراد الأسرة ، وتحتسب أجر ذلك كله عند الله ، وأن تحافظ على صلاة التراويح بالمسجد إن تيسر لها ذلك.


ثانيا- دورها تجاه زوجها :-
وهو دور مهم، وثوابه عظيم، فبالإضافة إلى أدوارها الطبيعية تجاه زوجها من إخلاص المحبة والتعاون معه على القيام بأعباء الحياة، والتعاون على الخير حتى يكتنف البيت كله رضوان الله، فإن عليها أن تجتهد معه في الفوز برمضان والخروج منه خروج الغانمين الفائزين، وما يستدعيه ذلك من الاتفاق بين الزوجين على برنامج إيماني ودعوي وأعمال يتواصيان بها ويتعاونان على أدائها، فإن كان زوجها داعية، فإن عليها أن تكون عونا له على القيام بمهام دعوته، وإن كان زوجها بعيدا عن مجال الدعوة أو غير ناشط فيها فإن عليها أن تكون عامل تنشيط وتحفيز له، بأن تعينه وترشده وتوجهه بلطف وحب لأن ينضم لركب الدعاة، ليحب دعوته ويقبل عليها، فيكون شهر رمضان نقطة تحول في حياته، فيكتب الله لها مثل أجره، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله" رواه أبوداود.


ثالثا- دورها تجاه أبنائها :-
وهو الدور الأهم ، فيجب أن تعلم أنها من أولادها بمثابة مركز الدائرة من محيطها ، وأنها إن أحسنت فسيحسن باقي أفراد الأسرة ، وإن نشطت سينشط لنشاطها الباقون ، فيمكنها أن تجتمع مع أولادها قبيل دخول الشهر الكريم ، فترتب معهم مواعيدهم في شهر رمضان ، وتتفق معهم على جدول مكتوب يناسب الجميع ، ويغطي الواجبات اليومية والمعيشية والمدرسية ، ولا يغفل الجوانب الإيمانية والعبادية .

وأن تكون لهم خير منبه ومذكر بالطاعات ، وأن تعينهم عليها ، فتشجعهم على أداء الصلوات في المسجد ، وحضور دروس العلم ، والمحافظة على الورد اليومي من القرآن ، والذكر ... إلخ.

الكاتب: محمود القلعاوى

التعليقات على ربة البيت بين العطاء المستمر والتجاهل التام

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
54579

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري