مقالات الوعىالصحة العقليةإدارة الضغوط و القلق › فهم أنواع الضغوط مفتاحك إلى إدارتها

 عزيزي القارئ.. هل سألت نفسك من قبل عن المقصود بالضغوط العصبية؟ ولماذا يجب علينا جميعاً أن نواجهها سواء بشكل مستمر أو متقطع؟ الضغوط هي عبارة عن حالة من القلق تنتابك حين تجد نفسك مقبلاً على تجربة ما، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، تشعر بأنها ربما تحتاج منك إلى ما هو أكثر من طاقتك الطبيعية في الأداء والمثابرة. وبما أن حياتنا جميعاً عادة ما تجعلنا نقابل مثل تلك المواقف بين الحين والآخر، فإنه يمكننا القول إذن أن الضغوط هي شيء طبيعي ومتوقع باستمرار في حياتنا جميعاً. فمما لا شك فيه أننا جميعاً في حياتنا اليومية نتعرض باستمرار للعديد والعديد من الضغوط المتنوعة من حيث النوع ودرجة الشدة. فما بين مهام عمل كثيرة ومتشعبة، ومواعيد نهائية قريبة وعاجلة، ومشاكل اجتماعية ومادية ومهنية مختلفة، لابد أن تشعر بأنك واقع تحت ضغوط تكاد تحول دون قدرتك على إنجاز ما هو موكل إليك من مهام وما تسعى لتحقيق من أهداف. ولكن كيف السبيل إلى إدارة تلك الضغوط والتصدي لها بفعالية وعلى نحو يكفل لك تدنية آثارها السلبية لأقصى حد ممكن، بل والتعلم والاستفادة منها أيضاً إن أمكن؟

في رأي كثيرين من خبراء تنمية المدارك البشرية والتطوير الذاتي، فإن أحد أفضل الأدوات الممكن استخدامها لتنمية قدرتك على إدارة الضغوط بفعالية تتمثل في أسلوب التعرف التفصيلي على أنواع الضغوط، أو "الضواغط"، المختلفة التي تقابلنا في حياتنا اليومية بغية التصدي لكل نوع أو ضاغط منها على حدة وبالأساليب الأنسب له. فالضغوط التي تواجهها في حياتك اليومية ليست دائماً من نوع واحد، وإنما هي في الواقع تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية يمكننا إيجازها فيما يلي:

- تعدد الأدوار: فالنوع الأول من الضغوط يحدث حين تجد نفسك مطالباً بلعب أدوار وأداء مهام أكثر مما تعتقد أنك قادر عليه، أو على الأقل أكثر من قدرتك على الأداء والإنجاز في الوقت الراهن وفي حدود الفترة الزمنية المتاحة لأداء تلك الأدوار.

- تعقد الأدوار: أما النوع الثاني من الضغوط فيعبر عن نفسه حين تجد نفسك مطالباً بأداء مهام أكثر صعوبة وتعقداَ مما تعتقد أنك قادر على التصدي له، أو على الأقل في الوقت الراهن وفي حدود الفترة الزمنية المتاحة.

- تعارض الأدوار: أما النوع الثالث من الضغوط فيواجهك حين تجد أن ثمة تعارضاً أو تناقضاً ما بين دورك الرئيسي - من وجهة نظرك - وبين واحد أو أكثر من الأدوار الفرعية أو الإضافية الموكلة إليك حديثاً أو التي استحدثتها أنت بنفسك، الأمر الذي يحدث مثلاً حين تجد أن ثمة تعارضاً بين دورك كزوج أو كأب وبين دورك كموظف أو مدير وأن أحد هذين الدورين بدأ يطغى على الآخر ويعرقل نجاحك فيه بوضوح.

- غموض الدور: وأخيراً وليس آخراً، فإن النوع الأخير من الضواغط أو عوامل الضغط العصبي التي قد تواجهك هو ذلك المتعلق بشعورك بعدم وضوح أبعاد دورك أو بكون المهام الموكلة إليك غائمة وغير محددة المعالم، الأمر الذي يصيبك بالحيرة ويدفعك إلى التصرف بعشوائية.

وبما أن هناك أنواعاَ عديدة من العناصر الضاغطة التي تواجهها في حياتك اليومية، فإنه عليك أن تواجه كل نوع منها بالأساليب العملية التي تناسبه أكثر من غيره، وهو ما سنتناوله في الأسابيع القادمة في صفحة التطوير الذاتي.

الكاتب: جريدة الرياض - التطوير الذاتى

التعليقات على فهم أنواع الضغوط مفتاحك إلى إدارتها

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
2326

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري