مقالات الوعىتنمية المرأةتنمية المرأة العاملة › كيف تسيطرين على انفعالاتك في العمل؟

كيف تسيطرين على انفعالاتك في العمل؟

هل تنكرين أنه حصل معك ولو مرة واحدة وأنت في العمل، أن شعرت برغبة في رفض مهمة عاجلة كلفك بها رئيسك؟ أو أنك شعرت مرة برغبة غامضة في أن تغادري المكتب قبل لحظات من بدء اجتماع مهم؟ أو أنك شعرت بحاجة إلى إطلاق صرخة عالية من شدة الفرح عندما علمت بخبر مفرح جداً؟ أو أنك شعرت مرة برغبة في البكاء عندما جاء التقييم الإداري السنوي لأدائك الوظيفي مخيباً لآمالك؟ كما ترين، فإن الوسط المهني مليء بالمواقف التي تدفعك بقوة إلى اختبار أحاسيس وانفعالات مختلفة من دون سابق إنذار، فتشعرين برغبة جامحة في التنفيس عنها، لكنك تجدين أن الوقت والمكان غير مناسبين لذلك. لهذا، أولاً، وقبل كل شيء، يجب أن تدركي أن مثل هذه الأحاسيس التي تنتابك في مكان العمل، هي جزء لا يتجزأ من العمل، إنها أحد مكونات الحياة المهنية، لكن المهم هو أن تتعلمي كيف تمسكين بزمام مشاعرك وتروِّضيها، حتى تصبحي قادرة على التكيُّف مع جميع المواقف أثناء وقت العمل.

يُجمع المتخصِّصون النفسيون في هذه النقطة على مبدأين أساسيين، أولهما: لكي تسيطري على مشاعرك، عليك أولاً أن تعرفي كيف تفهميها وتُحلِّليها. مثلاً، هل تعرفين ما هي المواقف التي إن وُضعت فيها فإنّ مزاجك يتغير؟ إذن ما عليك أن تفعليه هنا، هو أن تستبقي الأحداث وأن تتوقعيها حتى تتمكني لاحقاً من السيطرة عليها.

الأمر الثاني المهم، هو أن تأخذي في الاعتبار الحالة النفسية للآخرين. فعندما يكون أحد زملائك متوتراً جداً أو يكون رئيسك عصبياً، فلا داعي لأن تقتربي منهما أو أن تفتحي مع أحدهما نقاشاً في أي موضوع، حتى لا تثيري صدامات أنت في غنى عنها. ففي الغالب الأعم، من الصعب على المرء الحفاظ على هدوئه في مواقف وأمام مشاعر معينة. فأيُّ سياسة تتبعين في مثل هذه المواقف أمام زملائك وأمام رئيسك في العمل؟

في حالة الغضب

أثناء انهماكك أنت وزملائك في مناقشة موضوعات مهنيّة في أحد الاجتماعات، هاجمتك إحدى الزميلات أمام الجميع محاولةً التشكيك في جودة عملك، أو فتحت موضوعاً يتعلق بحياتك الشخصية، وتجدين أن تصرفها هذا مستفز وهجومي، وتشعرين بأنك ترغبين في ضربها وتنتابك رغبة في البكاء، وتشعرين بأنك تريدين أن تردي لها الصَّاع صاعين، حتى وإن كانت بداية الحرب بينكما.

• كيف تتصرفين؟ لا تلعبي مع هذه الزميلة لعبتها، فإن هذا سيكون على حساب سمعتك في مكان العمل. إنّ أفضل طريقة لهزيمة خصمك في مثل هذه المواقف هي إظهار الهدوء والثقة بالنفس.

في حالة التوتر

بدأ رئيسك يضغط عليك ووضع موعداً قريباً جداً لكي تسلميه الملف الذي بين يديك، والنتيجة أنك تجدين نفسك متوترة وعاجزة في هذا الوضع الطارئ، ولا تراودك سوى الأفكار السيئة المحبِطة.

• كيف تتصرفين؟ أولاً، لا تعلني هزيمتك منذ البداية، حافظي على هدوئك ولا تستسلمي. ولكي تنجحي، اجعلي مسافة بينك وبين الموقف لكي تقيميه جيداً، ثم رتبي مهامك حسب الأولوية. إذا كنت تعملين ضمن فريق عمل فيمكنك أن تطلبي منهم المساعدة بأن تُوكلي إليهم بعض المهام البسيطة حتى تكسبي الوقت. وإن تعذَّر ذلك، يمكنك أيضاً أن تحاولي جعل رئيسك يعطيك مهلة أخرى. لكن أهم نصيحة يمكن تقديمها لك هنا، هي أن لا تُظهري قلقك أمام رئيسك، وذلك حتى تُبيِّني له أنك تجيدين التصرف في الحالات الطارئة.

في حالة الخجل

أنت امرأة ذات طبيعة متحفِّظة، ومن عادتك أن تحمرّي خجلاً لأتفه الأسباب، خاصة إذا وجدت نفسك أمام الجمهور. اليوم لديك مداخلة حول المشروع الجديد الذي تشعرين بالفخر لأنك اشتغلت عليه. بدأت في الإلقاء وبدأت الأنظار تصوَّب نحوك، ولكن من شدة خجلك وارتباكك فقدت تركيزك، نسيت ما كنت تريدين قوله وبدأت تتأتئين، يا للإحراج.

• كيف تتصرفين؟ أولاً، حاولي أن تحافظي على هدوئك مهما يكن ذلك صعباً في موقف كهذا. إن كنت تشعرين بأنك مرتبكة جداً، فأخبري الجمهور بذلك، لابد أنهم سوف يتأثرون بصراحتك فتكسبين تعاطفهم فيخف عنك التوتر. حاولي أن تفتحي حواراً حقيقياً مع جمهورك وادعيه إلى طرح الأسئلة، وأجيبي عنها لأن ذلك سوف يخفف من حدة الأجواء، وسيعطيك الوقت لتلتقطي أنفاسك. قبل موعد تقديم مداخلتك، حاولي أن تتمرني جيداً، واقرئي ما حضّرته مراراً وتكراراً، وحاولي أن تحفظي بعض المقاطع عن ظهر قلب، وحاولي أن تُمرِّني صوتك أيضاً.

في حالة الحزن

بلغك التقييم السنوي لأدائك في العمل، والحقيقة أنه كان بعيداً جداً عما كنت تنتظرين. كنت تعتقدين أن رئيسك راضٍ عن مستوى أدائك، لكن النتيجة كانت صادمة لك، لقد كتب في حقك ملاحظات قاسية جداً، وهذا ما آلمك كثيراً.

• كيف تتصرفين؟ أنت محبطة وهذا أمر طبيعي، لكن لا ينبغي أن تنهاري وتبدئي في البكاء أمام زملائك أو أمام رئيسك. إن لم تستطيعي أن تتمالكي نفسك، فانعزلي لدقائق في مكان لا يراك فيه أحد وابكي لوحدك. من المفيد أيضاً أن لا تصمتي وتتركي الوضع يتفاقم، حاولي أن تكلمي رئيسك في الأمر، واجعليه يعرف وجهة نظرك فيه من دون أن تَبدي عنيفة أو متشنجة. وأخيراً، اتّخذي قراراً بينك وبين نفسك، بأن تُضاعفي جهدك في العمل وأن تثبتي له أنه كان مخطئاً.

في حالة الفرح الشديد

ها قد حصلت أخيراً على الترقية التي كنت تنتظرينها منذ سنوات طويلة، فأنت اليوم سعيدة جداً، تشعرين بأنك ستطيرين من شدة الفرح، ترغبين في الضحك والغناء وتقاسُم فرحتك مع الجميع وأولهم زملاؤك.
• كيف تتصرفين؟ مهما شعرت بأن الفرح يغمرك، وبأنك في منتهى السعادة، حاولي ما أمكنك أن تسيطري على شعورك هذا، وألاّ تتركيه يفلت أمام الجميع، خاصة أمام رئيسك في العمل لأنه إن رآك مُحلِّقة في الأعالي من الفرح لأن ترقيتك تحققت، فإنه سيفهم ذلك على أنك تفتقرين إلى الثقة بالنفس، وسيعتبر أن تحقيق ذلك بالنسبة إليك هو أمر كان يفوق أحلامك. وثانياً أمام زملائك، حاولي ألاّ تُظهري كل فرحتك ، من جهة لأن البعض قد يفهم أنك تتصنعين ذلك حتى تزعجيهم وتتباهي أمامهم، ومن جهة أخرى، لأن البعض من زملائك لن يفرح بالضرورة لكونك حصلت على ترقية، ربما لأنه كان يعتقد أنه يستحقها أكثر منك.

الكاتب: المصدر: balagh.com

التعليقات على كيف تسيطرين على انفعالاتك في العمل؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
87003

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري