لقاء مع سيدة أعمال ناجحة

هلا حدثتنا عن بدايتك في عالم الأعمال، وما كان مشروعك الأول؟
عام 1951 انتقلت مع جدي إلى مصر للدراسة حيث تعلمت في مدرسة الإسكندرية وكان التعليم وقتها باللغة الإنكليزية، أكملت دراستي في إنكلترا ثم عدت للكويت، وبدأت العمل فيها قبل 35 عاما حيث افتتحت محلا تجاريا لتجارة الشراشف والفوط تحت اسم "كاميو" ثم غيرته بعد حوالي 5 سنوات لمركز تجميل وصالون نسائي وسبا.

لماذا أخترت العمل الحر وكيف كانت نظرة المجتمع لعملك في ذلك الوقت؟
كنت أعمل في أحد البنوك التجارية في الكويت ولا، دوام العمل طويل حرصت على الأنتقال للعمل الحر كي لا ارتبط بدوام معين وأتفرغ لبيتي وزوجي ,وأولادي بعد الظهر.
أما نظرة المجتمع والناس آنذاك فكان محورها الاستغراب، إذا لم يكن من المألف آنذاك أن تدبر سيدة محلها الخاص وتقف لتبيع الناس فيه.

من كان يشجعك في تلك البدايات؟
كان دعم أهلي لي كبيرا في البداية ، كذلك زوجي.

ما هي أعمالك ومشاريعك الآن؟
إضافة إلى مركز التجميل فأنا أستثمر بتجارة الأراضي في فب منطقة الخليج وعندي مكتب ديكور وتصميم داخلي لكافة أعمال تصميم البيوت والفلل والمكاتب وتنسيق الحدائق وحضانة للأطفال، وقريبا سنفتتح مصنعا للمجوهرات الشرقيى(الذهب- والفضة- والأحجار الكريمة) بمشاركة عدد من سيدات الأعمال الكويتيات.

كيف تنظرين لسيدة الأعمال الكويتية؟
بحكم أني من أعضاء مجلس إدارة سيدات الأعمال في الكويت فأنا على اطلاع دائم على نشاطات سيدات الأعمال الكويتيات وأحوالهن، وأنا ارى سيدة الأعمال الكويتية نشيطة ومتميزة، لأن الكويتيات والخليجيات تعلمن حب التجارة منذ الصغر حيث كان الاعتماد في منطقتنا على التجارة والسفر للدول المجاورة كالهند وباكستان وزنجبار والعراق ما نمى حب العمل والتجارة والمغامرة لدى المرأة الكويتية.

برأيك ما هي أسس نجاح أي مشروع تجاري؟
يجب على سيدة الأعمال أن تؤمن بالمشروع الذي ستنجزه وتحب عملها وتصبر وتثابر حت ينجح هذا المشروع، وألا تصاب باليأس في حالة البدايات المتعثرة فكل المشاريع تحتاج لوقت وصبر حتى تنهض وتنجح. وقد عشت تلك التجربة عندما اقتتحنا روضة الأطفال إذا كانت البداية متعثرة. ولكن بالصبر والمثابرة انطلق مشروع بشكل جيد. ومن الضروري أيضا لتدعيم استمرار نجاحها أن توازن بين العمل والبيت، وقد فعت ذلك أيضا منذ بداياتي المبكرة، فصارت أسرتي عونا لي وليست عبئا علي.

ما هي أهم المؤتمرات التي شاركت بها، وماذا استفدت من تلك المشاركات؟
أنا من مؤسسي مجلس سيدات الأعمال العرب وعضو في مجلس سيدات أعمال الخليج وعضو في مجلس إدارة سيدات أعمال الكويت. وقد شاركت بالعديد من المؤتمرات التي تخص سيدات الأعمال في أبوظبي والبحرين والقاهرة. وكان آخر مؤتمر شاركت به في ميلانو بإيطاليا بحضور سيدات أعمال من دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ومنطقة الخليج، حيث تبادلنا الخبرات والآراء، ففي مثل تلك الملتقيات تتعرف على سيدات الأعمال الخليجات والعربيات ونسعى للتعاون معهن في مختلف المجالات.

ما رأيك بأنظمة التجارة في الدول الأوروبية ونظيراتها العربية؟
في الدول الأوروبية توجد قوانين ناظمة لمسألة التجارة، وهناك الاتفاقيات المشتركة والمصداقية في التعامل ، وأعتقد أننا في الدول العربية ما نزال بحاجة لتطوير هذه الأنظمة والقوانين بما يتناسب وتطور النظام الاقتصادي بشكل عام.

كيف السبيل لحل هذا الإشكال في التعامل ضمن العالم العربي؟
يجب إيجاد قوانين صارمة لتنظيم التجارة بين الدول العربية، وأن تكون هناك جهة أو هيئة معينة للرقابة والتنظيم واستقبال الشكاوي والاقتراحات في حال لم يؤد أحدهم الدور المطلوب وذلك لحفظ حقوق المستثمرين.فالجودة والمعاملة الجيدة أهم أمرين يجب أن نهتم بهما في حال أردنا الدخول في الأسواق العالمية والمنافسة فيها. وهذه الأمور قد تكون من مسؤوليات غرف التجارة في الدول العربية. كما أن الوقت وطرق الشحن من الأمور المفصلية التي يحرص عليها اي مستثمر أو تاجر، ونحن في الدول العربية نتمتع بموقع استراتيجي عند ملتقى طرق التجارة العالمية علينا استغلاله جيدت بالتوازي مع إدخال ثقافة الجودة والإتقان في عقول الأجيال القادمة مناهج التعليم كي تصنع جيلا منظما يحرص على وقته ويتقن عمله بالشكل الأمثل ،إنه هذه جوهري علينا إنجازه مهما كلف من وقت وجهد فمن خلاله نؤسس لصناعة مستقبل أفضل لكل العرب.

ماذا تعلمت من خلال أسفارك الكثيرة؟
تعطي الدراسة الإنسان الخطوط العريضة عن كيفية العمل ، لكن الأهم الخبرة العملية والتجارب المتعددة وكذلك السفر الذي له كما قالوا سبع فوائد، حيث نتعرف على أناس جديدة وعلى عادات وثقافات الشعوب المختلفة وكذلك نتعلم الاعتماد على أنفسنا، وكيف نبتكر مخارج لمآزق قد نقع فيها ولانجد من يساعدنا سوى التجربة والخبرة، ولهذا فالسفر كتاب مفتوح يزيد من يطلع عليه خبرة بالحياة والناس.

ما الفرق بين سيدة الأعمال ورجل الأعمال؟
كلاهما يعمل ويؤدي واجبه في المجتمع قد يكون الرجل سبق المرأة في مجال العمل والتجارة. لكن اؤكد لك أن المرأة عندما تصل لمناصب مرموقة في المجتمع سواء أكان منصبا سياسيا أو اقتصاديا فإنها تكون قد بذلت مجهودا مضاعفا وعملا كبيرا للوصول لهذا المنصب، وستكون أفضل من الرجل الذي يماثلها في ذلك المركز لأنها نالته بجدارة وسط طريق وعر وشائك.

كيف يمكننا تطوير عمل المرأة لتصبح سيدة أعمال؟
يجب دعم المشاريع الصغيرة في الدول العربية بمبادرة من الحكومات كي تزيح عم كاهل المرأة الطموحة التي لا تمتلك المال أو الخبرة عبئا ثقيلا ، وهناك بعض المحاولات والمبادرفي بعض الدول العربية كالبحرين والأردن حيث اوجدوا ما يسمى بالـ (الحاضنة) إذ يتم إيجاد مكتب صغير للمرأة التي تمتلك خبرة في مجال ما تستطيع فيه الانطلاق ووضع قدمها في عالم الأعمال، وبعد سنة أو سنتين تتركه لغيرها وهكذا . في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يعطون السيدات المواد الأولية كي يبدأن أعمالهن الصغيرة التي تتوسع لاحقا. أيضا في بنغلاديش تجربة تستحق الذكر ألا وهي تلك التي قام بها البروفسفور محمد يونس والذي كان يقرض السيدات مبالغ صغيرة يبدأن بها أعمالهن، ثم يسترد المال مهمن بعد أ، يقفن على أقدامهن ،وهناك مثل صيني قديم أحب أن أذكره هنا " علمني صنعة ولا تعطني سمكة".

الكاتب: مجلة سيدات الأعمال - abwoc.org