مقالات الوعىأبحاث وآراءالتنمية البشرية › سورة يوسف منبع التنمية البشرية!؟

تلقيت أس أم س من سائل كريم طرح فيه سؤالاً: ألا تعد سورة يوسف منبع التنمية البشرية؟

فرددت عليه شاكراً بنعم وطلبت منه أن يساهم في الكتابة في الموضوع .

والحقيقة أن السؤال قد أصاب كبد الحقيقة إذ أن سورة يوسف تضم الكثير من المبادئ والأصول في التنمية البشرية .

بداية مسألة القيم والأخلاق التي على الفرد أن يتربى عليها، فيوسف عليه السلام من أنبياء الله، معصوم، ملتزم بالقيم والأخلاق لقوله تعالى (وكذلك اجتباك ربك)، والصدق مع إخوانه في جميع المواقف، والصدق في توليه المنصب والقيادة، وهو أعلى نموذج تقدم به يوسف عليه السلام، وهو مبدأ تراهن عليه التنمية البشرية اليوم، وهو أن من رأى في نفسه الكفاية فعليه أن يتقدم ولا يتأخر .

ولقد أثرت فينا سلباً نصوص فهمناها على غير حقيقتها، وهي أن من طلب الولاية لا يولها إلا القادرون والأمناء والصلحاء عبر التاريخ عن تولي شؤون الأمة وتركوا الأمر لأصحاب القيم الصعبة والضعفاء، وهذا الصنف من القيادة كما يسمى في كتب الإدارة laissez passer لا يريد أن يقلق أحداً، سواء أكان هذا القائد أنا أو أستاذا ًأو موظفا أو مسؤولا على جماعة .

ولذلك أعلى أنواع القادة: القوي الأمين وهو ما يسمى riske taker وهو الذي يتحمل المسؤولية والمخاطر إلى جانب أنه شخصية ديمقراطية يستقبل الآراء من المحيطين به ثم يغربل الرأي الصائب في النهاية وإن ما تدعو له سورة يوسف في مجال الأخلاق وهو ما يسمى اليوم في الإدارة، الأخلاق والقيم ethics and value وتوصي كتب الإدارة الحديثة جميعها اليوم أن على الفرد أن يلتزم الأخلاق والقيم، ولذلك كان يوسف أمينا مؤتمنا مع العزيز في زوجته ومع خزينة المال، صادقا موفيا بما قطع على نفسه من الوعد اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم. أي جمع من المهارات والخصائص: الأمانة والعلم. فشكراً للأخ الكريم .

الكاتب: الدكتور هلال خزاري

التعليقات على سورة يوسف منبع التنمية البشرية!؟

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
52307

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري