مقالات الوعىأبحاث وآراءالتنمية البشرية › شبهات وردود حول التنمية البشرية - الجزء الأول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قدمت في
الحلقة السابقة عن هذه السلسلة مقدمة سريعة
وقلت أنه توجد العديد من الشبهات تحيط بمجال التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية مما يجعل الكثير يحجمون عن المشاركة.

ونبدأ بإذن الله تعالى بعرض الشبهات وشرحها واحدة واحدة ثم أقوم بالرد عليها

1- التنمية البشرية كذب وكلام فارغ


هذه الشبهة لاشك من الشبهات القاصمة التي تكفي لابتعاد الإنسان عن المشاركة ؛ وهذه الشبهة نبعت من تصرفات بعض المدربين في وطننا العربي حيث تجد بعضهم يبيعون الهواء!
كما نقول بالمصرية: بيبيع الهوا في أزايز .. يعني يقدم لا شيء على سبيل أنه تنمية بشرية ؛ وتجد نفسك خرجت من المحاضرة أو الدورة وأنت لم تستفد شيئا يذكر .. فقط كلام × كلام ؛ وأين التطبيق والاستفادة؟ صفر!


وأنا عن نفسي مررت بفترة كرهت فيها التنمية البشرية ومن يتكلم فيها بسبب هذا الأسلوب المتمثل في بيع الهواء ، وكنت أعتقد نفس الاعتقاد أو قريبا منه أن هذه التنمية البشرية مجرد هراء، حتى يسر الله لي واطلعت على بعض الكتب القوية التي بينت لي قوة التنمية البشرية وأهميتها.

والرد على هذه الشبهة السابقة ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول متعلق بالمدرب


فالمدربون أنواع...
وبعضهم كما قلت: يبيعون الهواء!

فلابد أن تنتبه وأن تميز بين بائعي الهواء وغيرهم.


وليست شهرة المدرب دليلا كافيا على جودته، وإنما عليك البحث والسؤال قبل أن تدفع شيئا في محاضرة أو دورة... اسأل من حضروا قبلك مثلا، أو ابحث عن آراء الناس في هذا المدرب، أو ادخل موقعه إن كان له موقع، وقم بعمل بحث على جوجل عنه وتأكد من قوته.


وبعض المدربين يوفرون عليك ذلك ويقومون بتقديم دورات مجانية أو شبه مجانية في بداية عملهم التدريبي حتى يثبتوا كفاءتهم للناس.

وآخر جملة أقولها في هذه النقطة: لا تغتر بالألقاب والمظاهر وكن دقيقا في اختيار مدربك.

القسم الثاني متعلق بالدورة أو المحاضرة


ينبغي علينا جميعا أن نفرق بين
المحاضرات والسيمينارات وبين الدورات ...
أغلب المحاضرات والسيمينارات في الحقيقة عبارة عن دعاية للمدرب واستعراض لقدراته ... لذلك تجد هذه المحاضرات عدد حضورها كبير وسعرها يكاد أن يكون مجانا، أو أنها مجانية بالفعل!


فلا تنتظر أبدا أن تخرج بالاستفادة التي ترجوها من مجرد المحاضرات والأمسيات، ولكن افهم جيدا أنها في الأغلب عبارة عن استعراض كفاءة.

صحيح توجد محاولات طيبة من بعض المدربين لمحاولة نشر هذه العلوم بشكل مجاني، ولكن انتبه أيضا ولا تكن أنانيا .. فإن كنت تريد كل شيء مجانا، فمن أين يعيش المدرب؟
حتى وإن كان المدرب رسالته سامية، ويعيش رسالته من خلال التدريب، فهو مضطر إلى الكسب من هذا العمل حتى يستطيع استكمال رسالته.

هذه المحاضرات والأمسيات فرصة جيدة لك لاختبار المدرب وتقرير هل تحضر دوراته المدفوعة أم لا.


وبعد أن تخرج من المحاضرة أو الأمسية قس مدى استفادتك:


·
فإن كانت الاستفادة ضئيلة أو لا تذكر أو أن العملية مجرد بيع هواء، فضع هذا المدرب في صندوق وارمه في البحر.


·
وإن وجدت أنك استفدت فعلا ولو بشكل غير كبير (بعد أن فهمنا الغرض من المحاضرات) ففي الغالب هذا المدرب جاد في تدريبه ويقوم بتقديم قيمة حقيقية من خلال دوراته.


ولكن ... كيف تفرق بين الاستفادة من المحاضرة وعدم الاستفادة؟

هذه الاستفادة تجدها في داخلك، تشعر أنك تغيرت فعلا بعد أن خرجت من المحاضرة، وتشعر بمدى قيمة المعلومات التي أخذتها من المحاضرة.
أما إن خرجت من المحاضرة ووجدت نفسك لا تذكر إلا القليل من المحاضرة ولم تجد في نفسك تغييرا فضع المدرب في صندوق كما قلنا!

تلخيص الرد على هذه الشبهة
1- ينبغي اختيار المدرب، والتفرقة بين المدربين الحقيقيين وبين من يبيعون الهواء.
2- لا تغرنك الألقاب والأضواء، وابحث عن القيمة الحقيقية.
3- فرق بين المحاضرات والدورات، فالمحاضرة استعراض كفاءة مع استفادة قليلة، والاستفادة الكبيرة في الدورات المدفوعة.

 
أكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة
ونكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله

الكاتب: مصطفى حسان

التعليقات على شبهات وردود حول التنمية البشرية - الجزء الأول

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
68856

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري