مقالات الوعىالصحةالتنفس › التنفس في الأزمات!!

 حضرت «مها» مع والدتها إلى العيادة بعد أن لفت سبعاً من أصابعها (باللصقة) بعد أن قامت باقتلاع براويز أظافرها.. وتقول «مها» كانت اصبعاً واحدة، وما ان اقتربت فترة الامتحانات إلا ولاحظت أن عدد اللصقات يزيد.. ومشكلتي انني لا أستطيع أن أقاوم اقتلاع برواز أظافري مهما حاولت ولا تهدأ نفسي حتى أرى الدم يسيل من اصبعي؟!!

أليس من الغريب أن يتلذذ الشخص بتعذيب نفسه وجلب الألم لها!! فالبعض لا يرتاح نفسياً حتى يرى شعره قد نتف، والبعض الآخر لا تهدأ نفسه حتى يقوم بتشقيق شفته، أو قلع ما يظهر من بثور على وجهه.. أما البعض الآخر فمثل «مها» التي لا تهدأ نفسها إلا بعد أن تقلع برواز ظفرها أو أن تقضم أظافرها..

جميع هذه التصرفات السلوكية ما هي إلا رموز دالة على وجود قلق نفسي وتوتر مرتفع، يعود إلى عدم تحمل الشخص الضغوط التي تحيط به ويتعايش معها.. فيأخذ من هذه التصرفات السلوكية متنفساً لتوتره وقلقه النفسي..

ففي المدرسة قلق وضغط، ومشكلات النسبة، والتخصص الدراسي، وأداء الامتحانات، وغيرها من المشاكل التي تحيط بالطالب، والتي قد تزيد قلقه وترفع من وتيرة توتره النفسي.

وقد أثبتت بعض الاحصائيات بأن طالب المدرسة تزيد نسبة قلقه أثناء فترة الامتحانات بنسبة 45 إلى 65٪ عنها في الأيام العادية، وان هذه النسبة تكون مرتفعة بين الإناث أكثر منها بين الذكور..

وإذا كانت المدرسة وفترة الامتحانات مرحلة لا مفر منها في النظام التعليمي، فإنه من الأجدر أن نتعلم كيف لنا أن نعيش هذه المرحلة دون قلق أو بعيداً عن الضغوط النفسية..

لذا فإن أفضل طريقة للتكيف مع هذه المرحلة دون توتر أو قلق تكمن في «فن التنفس» إن من طرق خفض القلق والتوتر هي ان نتعلم كيف نتنفس بشكل صحيح ومراقبة عملية التنفس تخبرنا عن حالتنا النفسية.. ففي حالة الاسترخاء يكون تنفسنا بطيئاً ويخرج من منطقة الحجاب الحاجز.. أما إذا كنا قلقين فإن تنفسنا يكون سطحياً ويسبب ألماً وضغطاً على المعدة، وسوء التنفس يعني قلة الأوكسجين في الجسم فتضيق الشعيرات الدموية، فيحدث الشد العصبي.

وفي عملية التنفس تعيد كمية كبيرة من الأكسجين للجسم مما يؤدي إلى أخذ الدورة الدموية مجراها الطبيعي وبالتالي تخفف الضغوط أو القلق الذي ينتابك..

وطريقة التنفس الصحيحة تتطلب مكاناً به قدر من الهواء والهدوء وارتداء ملابس مريحة، ثم وضع اليد تحت عظام الصدر ثم سحب نفس عميق من الأفق وإخراجه من الفم مع التركيز على أن يخرج من الحجاب الحاجز وليس من الرئة فقط..

أتمنى من أهل كل طفل أن يعلموا أبناءهم هذه الطريقة للطفل لكي يستطيعوا أن ينفسوا عن قلقهم بالطريقة الصحيحة خصوصاً في فترة الامتحانات القادمة، اضافة إلى فائدة التنفس العميق في تنشيط منطقة الذاكرة في المخ وابتعاد الكسل والنعاس..

اتمنى للجميع التوفيق والقدرة على تجاوز مرحلة الامتحانات القادمة..

الكاتب: د.أنوار عبدالله أبو خالد - الرياض

التعليقات على التنفس في الأزمات!!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
59922

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري