مقالات الوعىأبحاث وآراءالتنمية البشرية › التنمية البشرية لم تأت بجديد (شبهات وردود)

كنت أتكلم مع أحد أصدقائي من قبل عن التنمية البشرية وأهميتها فوجدته يقول: الصراحة لم أجد استفادة، وجدت المدرب يذكر أشياء عادية جدا أنا أفعلها في حياتي العادية.

إذاأين الجديد في التنمية البشرية؟

هذه الشبهة نتجت عن نقطيتين أساسيتين:
 -1-
تصور البعض أن التنمية البشرية محاضرات فقط.
 -2- 
عدم معرفة كيف تتم الاستفادة من التنمية البشرية.

ونبدأ في تفصيل هذا الكلام ...

بالنسبة للنقطة الأولى
فكثير من الناس فعلا يظن أن التنمية البشرية هذه مجرد محاضرات وفقط ولم يسمع من قبل عن شيء اسمه دورات!
وقد ذكرنا فيالشبهة الأولى أن المحاضرات لن تجد فيها القيمة الحقيقية المطلوبة وإنما القيمة الحقيقية تجدها في الدورات.
والعجب العجاب هنا أن بعض المراكز التدريبية مقتصرة على المحاضرات فقط!!!

فإن كنت تقول أنك لم تستفد من التنمية البشرية فأذكرك أولا أنه توجد دورات تدريبية تطبيقية وليس الأمر مقتصرا على المحاضرات.

حتى تستفيد من التنمية البشرية الاستفادة المطلوبة فلابد أن تمر بمرحلتين:
1-
التوعية.
2-
التطبيق.

فأنت أولا لابد أن تعي ما هو الجديد الذي أتت به التنمية البشرية ثم بعد ذلك تقوم بتطبيقه وبالتالي تجد أثره في حياتك.

وأحد أهم طرق التوعية: ما يسمى بالجمع والترتيب.

والشبهة هنا (أن التنمية البشرية لم تأت بجديد) أتت من عدم فهم عملية الجمع والترتيب بالشكل الصحيح .. فالمدرب عندما يريد أن يوعيك بشيء فقد يأتي بأشياء عادية جدا في حياتك فعلا ولكن القوة هنا جاءت من تجميع هذه الأشياء مع بعضها وترتيبها ترتيبا صحيحا يوصل الفائدة المطلوبة ؛ ومعلوم أنه من السهل أن تكسر عودا مفردا ولكن من الصعوبة بمكان أن تكسر عدة أعواد مجتمعة.

والجمع والترتيب مهمة أساسية لأي محاضر سواء كانت محاضرة دينية أو محاضرة علمية أو محاضرة تنمية بشرية.
فالواعظ مثلا عندما يلقي محاضرة في موضوع ما تجده قام بتجميع الآيات والأحاديث الخاصة بهذا الموضوع ثم يقوم بعرض بعض قصص الصالحين في نفس الموضوع ... إلخ

فهل الواعظ هنا لم يفدك بشيء؟
هو صحيح لم يأت بجديد فالآيات والأحاديث نعلم الكثير منها، ولكنه عندما قام بتجميع هذه الآيات والأحاديث والقصص فإنه يعطيك جرعة مركزة في هذا الموضوع بالذات فتخرج بالاستفادة المطلوبة.

فنقول نفس الكلام في محاضرات ودورات التنمية البشرية بخصوص المعلومات التي تأخذها وتظن أنك كنت تعرفها من قبل.

نأتي لنقطة التطبيق
قد يسأل البعض: لماذاالتطبيق؟ اعطني معلومات وأنا سأطبق إن شاء الله لاحقا.

هذا كلام من لم يستفد من التنمية البشرية، لأن من لم يطبق فهو لم يستفد شيئا في الحقيقة.

فمثلا عندما نتكلم في إدارة الوقت ؛ أخبرك أنه حتى تستطيع إدارة وقتك بنجاح فلابد أن تعلم أولا أنه توجد خمسة جوانب أساسية في حياتك ؛ الجانب الديني، الجانب العلمي، الجانب الاجتماعي، الجانبالشخصي، الجانب الجسدي.

وأكلمك أيضا عن مصفوفة إدارة الوقت التي اخترعها ستيفين كوفي .... إلخ

كثير من الناس عندما يعرف هذه المعلومات لأول مرة يحس بإحساس جميل في داخله .. هذا الإحساس يدل على المرور بمرحلة التوعية.
ولكن تعال هنا
أنت الآن علمت أنك حتى تدير وقتك بنجاح لابد أن توزع أعمالك على هذه الجوانب الخمسة و و ... إلخ
هيا طبق!!
أتحدى أي أحد يستطيع التطبيق بمجرد هذه المعلومات.

بالرغم من أن هذه المعلومات هي ركائز إدارة الوقت وفي نفس الوقت كافية جدا، ولكنك تجد نفسك عاجزا لا تستطيع التطبيق، وتريد من يأخذك خطوة خطوة في التطبيق حتى تصل لإدارة وقتك بشكل ناجح.

نقطة أخيرة بخصوص التوعية والتطبيق
-
المحاضرات تحتوي على 50% توعية ونادرا ما تحتوي على تطبيق.
-
الدورات تحتوي على 100% توعية و 100% تطبيق.

والآن ألخص كلامي السابق في نقاط سريعة:
1-
الاستفادة من التنميةالبشرية تتكون من مرحلتين: التوعية ثم التطبيق.
2-
الجمع والترتيب شيء أساسي وهام في عملية التوعية.
3-
التوعية وحدها لا تكفي، لذلك المحاضرات وحدها لاتكفي.
4-
لابد أن تتعلم كيف تطبق المعلومات حتى تستفيد منها.

أكتفي بهذا القدر ولا أريد الإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتب: مصطفى حسان

التعليقات على التنمية البشرية لم تأت بجديد (شبهات وردود)

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
73866

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري