مقالات الوعىتنمية المرأةتنمية الأم › الإسعافات النفسية للطفل

الإسعافات النفسية للطفل

بعض الآباء يبخلون بإظهار عاطفتهم تجاه أبنائهم لأسباب تعود إما لطريقة نشأتهم أو لاعتقادهم أن إظهار الحب للطفل يفسده أو يقلل من هيبة الأب فينشأ الطفل في جو من الفتور.

بعض الآباء يجهلون أهمية أن يشعر الطفل بعاطفة أبوية عن طريق تبادل الحوار…اللمس والهمس والمداعبة..والملاطفة والعناق والنظر في العين. ولكنهم في حال الغضب يعرفون بل يتفنون في أساليب العقاب الصارم.

لذلك فإن علماء النفس يحذرون الآباء من أنواع العقاب الصارم والتي تترك أثرًا بالغًا في نفسية الطفل، قد لا تخرج في مرحلة الطفولة وتبقى كامنة في اللا شعور وتظهر في مراحل مختلفة من عمر الطفل.

اعتاد الناس الإهتمام بالإسعافات الأولية للطفل في مجال الصحة العامة والإصابات المنزلية وإن كانت تشكل خطرًا على حياة الطفل إلا أنها ليست أكثر أهمية من الإسعافات الأولية في مجال الصحة النفسية بالنسبة للطفل خصوصًا وأن سن الطفولة يعتبر سن تشكيل شخصية الطفل المستقبلية وأن الإهتمام بنفسيته هو اهتمام بمعالم شخصية في باقي المراحل العمرية.

إن حالة إحباطية واحدة يتعرض لها الطفل أثناء طفولته قد تؤثر سلبًا عليه طيلة حياته..إن الذين يشتكون مثلًا – من انعدام الثقة بالنفس أغلبهم تعرضوا لحالات استهزاء وسخرية أو وسم بالفشل أثناء طفولتهم وكذلك الإنطوائين وأصحاب الخجل الشديد.

لذلك فالمربي مطالب بفهم نفسية الطفل ليحسن التعامل معها، فالذي يربي على غير علم يفسد أكثر مما يصلح…والمربي يحتاج إلى عاطفة واهتمام يتحسس بهما خلجات النفس لدى الطفل وأحوالها ليتدخل في الوقت المناسب وبالعلاج الأنسب.

كيف تسعف طفلاً مصابًا بفشل دراسي؟ 

1. حول اهتمامه عن الفشل واسأله ماذا بإمكانه أن يفعل لتجاوز المشكل، ففي ذلك إعادة للثقة بالنفس لديه من خلال اعترافك بقدراته على تخطي الفشل.

2. ابرز العناصر الإيجابية وركز على الإيجابيات سواء لديه أو لدى غيره من أصدقائه المقربين والتي يمكنها أن تشكل عنصرًا قويًا لتجاوز المشكل.
3. اعقد اتفاقيات مع الطفل. قل له: نعم يمكنك أن تتخطى الفشل وهذا الطريق فلنتفق عليه

أولًا مع الأسرة:
نحدد الوسائل والإجراءات التي ينبغي اتخاذها من خلال تنظيم الوقت داخل البيت، تنظيم الزيارات ووقت الفراغ والإجازات.

ثانيًا مع الأصدقاء:
كيف نستعين بهم لتقوية جوانب الضعف وتشكيل دافع ايجابي لديه؟

ثالثًا مع المدرسين:
للاستفادة من ملاحظاتهم وتوجيهاتهم وادماجهم في عملية الاسعاف.

4. حول السلبية همّة:
ارفع المعنويات وحول الفشل لدافع قوي نحو النجاح والتفوق..علمه وأخبره “أن الكبار يحولون الهزيمة نصرًا والفشل نجاحًا” وأن أينشتاين صاحب أكبر الاختراعات في مجال الفيزياء قد رسب في المادة نفسها.

5. ابتسم ولا تغضب:
فتبسمك في وجهه يبعد عنه الكثير من الهواجس والانفعالات المحبطة كما أن غضبك يصيبه بالعجز والاحباط.

كيف تسعف طفلاً يعاني من ضيق نفسي؟ 

• ابتسم وحاول الترفيه عنه.
• الجأ لتجربة خاصة تضحكه بها.
• لاعبه بلعبة اليمين واليسار:
خذ يده اليمنى وقل له: هنا نضع غضبك وحزنك وانفعالاتك وخوفك وباليد اليسرى نضع قوتك وما تعلمته وما تحفظه وما تستطيع فعله وعدد الكثير من الأشياء التي يتقنها. ثم ضم اليدين معًا وقل له: يديك معًا هي انت!! كل ما فيك يكمل بعضه البعض فلم انت متضايق؟! هذه اللعبة تمنح الطفل شعورًا بالأمن وتهدأ الأعصاب.
• دعه يرى نفسه في المرآة: وشجعه على تحسين صورته من خلال الابتسامة.
• اهده شيئًا خفيفًا ليأكله وركز على ما يحب ويشتهي.
• ردد معه الجزء الأول من دعاء الهم والحزن: اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن. أكثر من مرة.
• اقرأ معه المعوذتين بصوت هادىء ومسموع.

الكاتب: د. مصطفى أبو سعد

التعليقات على الإسعافات النفسية للطفل

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
2461

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري